اتهام مجالس إدارات الأندية والأجهزة التنفيذية بالتسبب فى اختفاء البطل الأوليمبى من «الثغر»

حمل خبراء رياضيون ولاعبون أوليمبيون سابقون مسؤولية اختفاء البطل الأوليمبى من أندية الثغر إلى ضعف الإمكانيات التى تعانى منها هذه الأندية، وعدم اهتمام مجالس إداراتها بالألعاب الفردية، وقالوا: «إن هذه الأندية الشعبية لم تعد قادرة على تقديم المزيد من هؤلاء الأبطال، نظراً لإمكانياتها المحدودة التى لا تستطيع من خلالها صناعة بطل أوليمبى». وأضافوا: «إن الإسكندرية الآن أصبحت تعيش على ذكرى الأبطال السابقين أمثال: عبدالمنعم الجندى وإبراهيم مصطفى وإبراهيم شمس ومحمود فياض». واتهم الخبراء مسؤولى الأندية والأجهزة التنفيذية والإعلام بعدم الاهتمام بالألعاب الفردية رغم أنها السبب فى جلب الميداليات لمصر فى العديد من المحافل الدولية. وأكد الخبراء أن هناك مواهب فى «الثغر» إلا أن ضعف الإمكانيات بالأندية جعلها صيداً سهلاً لأندية الشركات والمؤسسات الرياضية.
«رمضان»: اللاعبون لا يلقون الرعاية الكاملة ولا توجد إمكانيات
اتهم رمضان عبدالمعطى، أحد مدربى رفع الأثقال، والد نهلة رمضان، الحاصلة على المركز الثالث فى الخطف فى أوليمبياد أثينا 2004، رؤساء الأندية بعدم الاهتمام بالألعاب الفردية.
وقال: «إن لاعبى الثغر لا يحصلون على حقوقهم ولا يلقون الرعاية الكاملة، فلا توجد إمكانيات أو نظام يسير عليه اللاعب فى هذه الأندية».
وأضاف «عبدالمعطى» أن اللاعبات اللاتى قمت بتدريبهن وإعدادهن من خلال ساحة فى الشارع قمن بالشكوى من سوء النظام الغذائى المتبع معهن قبل بطولة العالم الماضية، فاللاعبة كانت تحصل على ربع دجاجة مجمدة ووجبة أرز، متسائلاً: «أين النظام الغذائى والطبى والبدنى الذى ينادون به ويريدون منا أن نصنع من خلاله بطلاً يمثل مصر فى المحافل الدولية؟!».
وتابع: «طالبت بوضع ميزانية لهؤلاء الأبطال إلا أنهم قالوا لى إنك تقوم بتدريبهم فى الشارع وإن هذه الأرض التى يتدربون عليها غير مسجلة». واستطرد: «الغريب أن الأندية قامت بنسب هؤلاء الأبطال إليها، عقب قيامى بتدريبهم، لا لشئ إلا لكى يداروا عيوبهم».
«حافظ»: الاهتمام بكرة القدم وراء اختفاء أبطال الألعاب الفردية
أرجع جابر حافظ، بطل العالم لرفع الأثقال فى السبعينيات، انقراض الأبطال الأوليمبيين من أبناء الثغر إلى الاهتمام بلعبة كرة القدم من قبل مجالس الإدارات والأجهزة التنفيذية، مما ساعد على عدم الإقبال على الألعاب الفردية فى الأندية ومراكز الشباب، التى كانت تساهم بشكل كبير فى صنع أبطال فى هذه الألعاب.
وقال جابر: «أيام زمان كانت تنتشر الأندية الشعبية فى جميع أرجاء المحافظة، وكانوا يطلقون عليها أندية (الدكاكين)، حيث كنا نمارس من خلالها رفع الأثقال، بالإضافة إلى انتشار اللعبة فى الشوارع والموالد، مما كان يساهم بشكل كبير فى زرع حب اللعبة فى قلوبنا».
وأضاف: «قلة إمكانيات الأندية الشعبية وعدم الاهتمام باللاعب بصرف وجبات غذائية وبدل انتقال ساهما فى نفور اللاعبين من الانضمام لتلك الأندية ودفعهم إلى اللهث وراء أندية الشركات التى توفر لهم الاحتياجات الخاصة، لذا أصبح احتكار البطل الأوليمبى منصباً داخل الأندية الكبرى».
«رشوان»: أندية القاهرة تخطف النجوم..وبهنسى ينتقد الناشئين
أرجع محمد على رشوان، بطل مصر الأوليمبى فى الجودو، عدم قدرة أندية الثغر على إفراز لاعبين أوليمبيين جدد إلى قلة الإمكانيات المادية فى الأندية الشعبية بالمحافظة عنها فى أندية القاهرة الكبرى. وقال: «رغم ما تعانيه أندية الثغر من قلة الموارد المالية إلا أن تاريخ الإسكندرية مازال هو الأقوى فى الأولمبياد، ويكفى أن ما يزيد على 75% من الذين حققوا ميداليات أوليمبية لمصر كانوا من أبناء المدينة». وانتقد رشوان قيام أندية القاهرة باختطاف النجوم التى تظهر من حين لآخر فى أندية الثغر، قائلاً: «إن تلك الأندية تقضى على آمال السكندريين فى بزوغ نجم يمثلهم فى الأولمبياد». وأشار «رشوان» إلى أن صناعة البطل تحتاج إلى إمكانيات ومواصفات خاصة، لا توجد فى أغلب أندية المحافظة وإلا لسمعنا فى كل بطولة عن بطل أوليمبى جديد من أبناء الثغر، فلابد من وجود مدربين على أعلى مستوى، ولابد من الصرف على هؤلاء اللاعبين لأعدادهم جيداً ولابد أن يكون هناك نظام غذائى وطبى وبدنى يتم من خلاله وضع أهداف معينة نسعى إلى تحقيقها قبل وبعد الاشتراك فى أى حدث رياضى عالمى. وقال: «إن المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، بدأ فى وضع نظام جديد اسمه (التميز الرياضى)، حيث يتم استقطاب جميع اللاعبين الذين حققوا بطولات لأعدادهم جيداً من خلال مدربين متخصصين يقومون بوضع نظام معين لهؤلاء الأبطال لإعدادهم لمثل هذه البطولات الدولية التى تشارك فيها مصر، وبالتالى لا يكون اشتراكنا مجرد تأدية واجب وإنما بهدف الحصول على ميدالية تضاف لرصيد مصر فى المحافل الدولية».
أكد أشرف بهنسى، رئيس جهاز الملاكمة بالنادى الأوليمبى، أن تفشى ظاهرة اختفاء أبطال العالم فى الألعاب الفردية من «الثغر»، جاءت نتيجة اهتمام الناشئ بالانضمام إلى اللعبة صاحبة الشعبية والشهرة الإعلامية، خصوصا بعد ما وصفه ب«تسيد» ظاهرة «الاحتراف» على جميع الألعاب، إذ أصبحت لغة المال هى المتحكم فى ميولهم عكس ما كان فى الماضى كان اللعب من أجل إشباع الهواية – وفق قوله.
وأضاف بهنسى، أن تطور التعليم يلعب دوراً رئيسياً وراء عدم اهتمام الناشئين وذويهم لممارسة الرياضة فأصبحت الدراسة والدروس تستنزف وقت اللاعبين، بالإضافة إلى العبء المالى الذى يتحمله ولى الأمر فى ظل عدم اهتمام الأندية بالصرف على تلك الألعاب فأصبحت غير جذابة لهؤلاء الناشئين إذ يفضلون اللعب فى الألعاب المستحدثة مثل التايكوندو والكونغ فو، نظرا لحصولهم على البطولات بأقل مجهود إشباعا لرغبة ذويهم.
وأشار إلى أن النادى الأوليمبى كان يتميز فى سابق عهده باحتكار جميع الميداليات الأوليمبية على مستوى جميع أندية العرب، لأنه كان يضم أبطال العالم فى العديد من الألعاب أمثال شمس وفياض وأنور أحمد ووصيف إبراهيم فى لعبة رفع الأثقال وإبراهيم مصطفى وكرم جابر فى المصارعة، وذلك لاهتمام مجالس الإدارات السابقة بصناعة البطل الأوليمبى.