رصدت عدسة «إسكندرية اليوم» عمليات هروب جماعى للطلاب من مدرسة الناصرية الثانوية للبنين، التابعة لإدارة شرق التعليمية، السبت، بعد ساعة ونصف الساعة فقط من بداية اليوم الدراسى، وتحديداً فى الحصة الثالثة، حيث تجمع نحو 60 طالباً على أسوار المدرسة، التى لم تمنعهم من الهروب رغم ارتفاعها «الشاهق». قال طالب - رفض ذكر اسمه - ل«إسكندرية اليوم» إن مغادرة أغلب الطلاب من المدرسة ترجع إلى شعورهم بعدم جدوى تواجدهم داخلها، مشيراً إلى أن كشف الغياب يتم «رفعه» بعد الحصة الثانية، ولا يتم تدوين الغياب فى باقى الحصص. وأكد أحد زملائه أن اعتماد أغلب الطلاب على الدروس الخصوصية سبب مباشر فى عدم إحساسهم بأهمية الالتزام باليوم الدراسى كاملاً، مشيراً إلى أن المدرسة بها العديد من الأماكن التى يهرب منها الطلاب، مثل السور الملاصق لمسجد المدرسة، وآخر أعلى «الكانتين»، وسور الباب الخلفى المغلق، بالإضافة إلى «منور» المدرسة. أرجع الدكتور محمد السمرة، رئيس لجنة التعليم فى المجلس المحلى للمحافظة، سبب الهروب الجماعى للطلاب إلى اعتماد عدد كبير منهم على الدروس الخصوصية، خاصة فى الشهادات العامة، قائلا: «مافيش طالب متفوق بيهرب من المدرسة». وقال إن حجج الطلاب بعدم جدوى الحضور الى المدرسة «واهية»، مؤكداً أن الوزارة والمحافظة تبذلان جهودا كبيرة لضمان سير العملية التعليمية بشكل «منضبط»، من خلال إلزام المدرسين والطلاب بالمنهج والحصص المقررة، بالإضافة إلى وجود أعمال سنة على طلاب المراحل الانتقالية تجبرهم على الالتزام بكامل اليوم الدراسى، حتى لا يتعرضوا للحرمان من امتحان نهاية العام. وقرر «السمرة» إجراء زيارة ميدانية «مفاجئة» للجنة التعليم بالمجلس إلى المدرسة المذكورة، واصفاً هذا العام بأنه «من أكثر الأعوام التزاماً للطلاب والمدرسين»، بفضل تعليمات «مشددة» من المحافظ ومديرية التعليم بضبط العملية التعليمية - على حد قوله. ونفى مصدر بمديرية التربية والتعليم - طلب عدم ذكر اسمه - ل«إسكندرية اليوم»، صحة ما أثاره الطلاب عن رفع كشف الغياب فى الحصة الثانية، مؤكداً أنه يجرى تسجيل الغياب على مدار اليوم، وأشار إلى أن المديرية لا تستطيع اتخاذ قرار بزيادة ارتفاع السور الذى يهرب الطلاب منه، لأنه يتطلب موافقة هيئة الأبنية التعليمية، واصفاً عمليات الهروب بأنها «حالات فردية». من جانبها، أرجعت الدكتورة هالة يسرى، مستشار لجنة التعليم فى مجلس الشعب، أستاذ علم الاجتماع فى الجامعة الأمريكية، ما سمته «ظاهرة هروب الطلاب» إلى انعدام الرقابة الداخلية فى المدارس، وانتقدت ما وصفته ب«غياب الالتزام» من معظم المدارس، بسبب غياب عنصر «القيم التربوية» من العملية التعليمية، مطالبة بإحياء دور الإخصائى الاجتماعى داخل المدارس.
