المجاري تحاصر الزواحف في حديقة الحيوان

لم تقتصر معاناة رواد حديقة الحيوان بالجيزة على مضايقات واستغلال الباعة الجائلين بل شملت أيضا مياه المجاري التي باتت تحاصر بيت الزواحف وتصدر عنها روائح كريهة تنبعث أيضا من بيت السباع.
هذا هو حال الحديقة التي كانت الأولى فى أفريقيا والشرق الأوسط بعد ست سنوات فقط من فصلها من الاتحاد الدولى لحدائق الحيوان عام 2004.
وأمام بيت الزواحف رشحت مياه ذات رائحة كريهة منعت الزوار من مشاهدة الحيوانات مما دفع إدارة الحديقة إلى أن تبسط أبوابا خشبية على الأرض ليتمكن الزوار من الدخول.
ويستاء رواد الحديقة من المنظر العام للبرك والجداول المائية ووجود بعض المخلفات المتراكمة فيها وتغير لونها إلى لون الطحالب (الأخضر) التى تعلوها بكثافة، وهو ما عللوه بعدم تغيير المياه فى بعض أحواض الأسماك والجداول المائية بصفة دورية.
زائر الحديقة تستوقفه أيضا أكوام الحجارة الموجودة فى الطريق عند مروره أمام بيت الجمال وبيت الزرافة المرتقب التعاقد عليها من جنوب أفريقيا. وقال بعض الزوار إن هذه الحجارة موجودة منذ نحو شهرين.
أما الباعة الجائلون- غير المرخص لهم بالعمل من الجهات المعنية وإدارة الحديقة- فيبسطون سيطرتهم على مجموعة من المقاعد وإجبار من يجلس عليها أن يتناول مشروبا بأسعار مرتفعة.
ووصل سعر زجاجة العصير إلى 9 جنيهات، فى حين أنها تباع خارج الحديقة ب1.25 جنيه.
وتحسبا لحدوث مشكلة مع الزوار أو قدوم شرطة المرافق فإنهم يتركون بضائعهم بجانب أسوار الحديقة من الخارج حتى يتمكنوا من الهروب عند حدوث أي مشكلة مع الزوار أو قدم شرطة المرافق.
المسؤول الأول عن الحديقة د. نبيل صدقى مدير الإدارة المركزية لحدائق الحيوان قال ل«المصري اليوم»: «أبلغنا شرطة المرافق أكثر من مرة عن الباعة الجائلين الموجودين خارج أسوار الحديقة وقمنا بضبط أكثر من واحد وأخذنا منهم البضاعة والفلوس اللي معاهم قطعنا بيها تذاكر ثم يعودون بعد ذلك ويمارسون أفعالهم مرة أخرى».
أما عن مياه المجاري الموجودة أمام بيت الزواحف فقال إنها ناتجة عن ارتفاع منسوب المجارى العمومية عن مجارى الحديقة ويحدث هذا بصفة شبة دائمة.
وأما عن عدم تغيير المياه لأحواض الأسماك والتماسيح فقال د. نبيل: من المفترض أن نقوم بتغيير هذه المياه كل 15 يوما لكن لا يتم عمل ذلك بصفة دائمة نظرا لأننا معتمدون على خط مياه من النيل مباشرة فهو موجود منذ إنشاء الحديقة فى عهد الخديوى إسماعيل وكفاءته منخفضة ويوجد به عوائق وشوائب كثيرة ولم يتم تجديده حتى الآن.
وأضاف أن هذا الخط أعلى من منسوب المياه فى أوقات كثيرة من السنة، وهناك استحالة في تغييره لأنة تم بناء وحدات سكنية عليه منذ زمن بعيد وقمنا بإصلاح ثلاث طلمبات للاعتماد على المياه الجوفية.
وعن الرائحة الموجودة فى بيت السباع قال: قمنا بتنظيف هذا المكان أكثر من مرة ونجد الرائحة موجودة فهذا المكان قديم منذ إنشاء الحديقة ثم اكتشفنا أن أرضيته من الخشب ويتكون تحتها رواسب للحيوانات وسوف نقوم بعمل أرضية من الاسمنت وأنشأنا بيتا جديدا لا يوجد به رائحة.
وعن الحجارة المتواجدة بجوار بيت الجمال، قال: هذه آثار إصلاح بعض الأماكن ونقوم باستخدامها لجعل البيئة المحيطة للحيوان طبيعية وتشبه إلى حد كبير البيئة الأصلية للحيوان.
وأرجع مدير الإدارة المركزية لحدائق الحيوان سبب تدهور أوضاع الحديقة وخروجها من التصنيف الدولي إلى الإدارة السابقة للحديقة التى كانت متولية المسئولية فى الفترة منذ عام 2001 وحتى عام 2004 الذى خرجت فيه الحديقة من الاتحاد الدولي.
وقال: إنهم كانوا لا يقومون بتنفيذ توجيهات منظمة الحدائق الدولية والرد عليها أو التعقيب، ونحن نحاول إصلاح ما أفسدوه فقمنا بإعادة عضويتها للاتحاد الأفريقي وأرسل لنا الاتحاد مجموعة من الخبراء لتدريب العاملين بالحديقة وساعدنا بعمل دورات تدريبية لثلاثة أطباء خارج مصر حتى نتمكن من العودة للاتحاد الدولي.