ذكرت صحيفة بريطانية أن بريطانيا تدير محطة سرية لمراقبة الإنترنت في الشرق الأوسط، مستندة في معلوماتها هذه على الوثائق التي سربها أخيرًا المستشار السابق للمخابرات الأمريكية إدوارد سنودن. وقالت صحيفة «إندبندنت» إنه لم يكشف البلد الذي تتمركز فيه هذه القاعدة، لكنها أوضحت أنها تستطيع اعتراض الرسائل الإلكترونية والاتصالات الهاتفية وحركة الشبكة للولايات المتحدة ووكالات استخبارات أخرى. وأضافت أن القاعدة البريطانية تتصل بكابلات الألياف البصرية تحت البحر في المنطقة. وهي تعيد تمرير المعلومات إلى وكالة التنصت الالكتروني البريطانية «جوفرنمنت كومينيكشن هيدكوارترز» (جي سي اتش كيو) في شلتنهام جنوب غرب انجلترا، التي تتقاسم المعلومات مع وكالة الأمن القومي الأمريكية. وقالت وزارة الخارجية البريطانية «لا نعلق على قضايا استخباراتية». ولم تكشف الصحيفة كيف حصلت على التفاصيل الواردة في ملفات سنودن. وكشف سنودن الذي كان مستشار متعاقدا مع وكالة الأمن القومي الأمريكية تفاصيل عن نشاطات تجسسية تقوم بها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وذلك عن طريق صحيفة «جارديان» مطلع العام الجاري. وقد منحته روسيا لجوءا موقتا ليتجنب ملاحقات في الولاياتالمتحدة. وكانت «جارديان» أعلنت مطلع الأسبوع الجاري أن الحكومة البريطانية أجبرتها على اتلاف الملفات السرية التي استندت إليها لتحقيق هذا السبق. وأعلن مقال نشره مدير تحرير الصحيفة البريطانية آلان راسبريدجر الثلاثاء أنه تلقى اتصالا من «مسؤول حكومي رفيع جدا»، ثم من «شخصيات غامضة في وايتهال»، الحي الذي يضم مكاتب الوزارات في لندن. وقال إن «الطلب نفسه تكرر بتسليم المواد التي وفرها سنودن أو اتلافها». ونشرت «جارديان» الأربعاء تفاصيل عن الطريقة التي ضغط بها «موظفان بريطانيان كبيران» بدون ذكر اسمهما، على إدارة الصحيفة كي تتلف الوثائق. وأفادت الصحيفة «إنهما قالا إنهما يخافان من أن تتمكن حكومات أجنبية وخصوصا روسيا والصين من قرصنة شبكة جارديان». ووصفت الصحيفة هذه العملية بأنها «خطوة رمزية عبثية جدا»، لأن هناك نسخا أخرى بحيازة صحف أمريكية وبرازيلية. وأكدت الحكومة البريطانية أن جيريمي هيوود كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للشؤون السياسية أوفد الى الصحيفة ليبلغها بأن عليها اتلاف المواد أو تسليمها أو مواجهة ملاحقات قضائية.