مصدر أمني: 3 مجموعات قتالية و12 قيادة أمنية شاركت في ضبط مرشد «الإخوان»

في مهمة استغرقت 30 دقيقة شاركت 3 مجموعات قتالية، و12 قيادة أمنية في القبض على الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، داخل شقة بالعقار رقم (84) بشارع الطيران، خلف مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، ما وصفه محللون ب«الضربة الأمنية القوية» التي أربكت حسابات الجماعة، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها القبض على مرشد للجماعة منذ القبض على المرشد الأسبق عمر التلمساني، فيما رحَّلت قوات الأمن « بديع» إلى سجن ملحق المزرعة، وبدأت النيابات المختصة التحقيق معه في وقائع التحريض والقتل والشروع فيه. وأصدرت وزارة الداخلية بياناً، فجر الثلاثاء، قالت فيه إن أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة تمكنت من ضبط «بديع» داخل شقة بالعقار رقم (84) بشارع الطيران بدائرة قسم شرطة مدينة نصر، تنفيذاً لقرارات النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله. حصلت «المصري اليوم» على تفاصيل عملية القبض على المرشد فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بعد أن فشلت 13 مأمورية وجَّهتها الأجهزة الأمنية لضبطه في 5 محافظات هي: «مطروح، والقاهرة، والجيزة، وكفرالشيخ، وبني سويف»، كانت آخرها مأمورية توجهت إلى منطقة قلين بكفرالشيخ بعد أن وردت معلومات عن اختبائه لدى أحد العاملين في الهجرة غير الشرعية، ولم تتمكن من ضبطه. وتبين أن الشقة التي عثر عليه بداخلها مملوكة لحازم فاروق، القيادى الإخواني، وكان بصحبته عبدالرحمن سيد، مدرس في مدرسة الدعوة الإسلامية ببني سويف، وعمرو رياض، طالب في إحدى الأكاديميات بمنطقة التجمع الخامس، ابن شقيقة مالك الشقة، وخادم، و8 سيدات. واعتبرت مصادر أمنية تلك الشقة «مسرح إدارة عمليات العنف والتعذيب» في أحداث اعتصام رابعة العدوية، وشارع النصر، والحرس الجمهوري. وأضافت المصادر أنه تم تطبيق خطة فحص للشقق المؤجرة، والعمارات تحت الإنشاء التي يحتمل اختباء عناصر من جماعة الإخوان فيها، خاصة المطلوب ضبطهم، وإحضارهم، ووردت معلومة من مصادر سرية تفيد بأن «بديع» داخل شقة مستأجرة في العقار رقم (84) بشارع الطيران، وأن ابن شقيقة حازم فاروق يتولى مع آخر خدمته، وعقب التأكد من هذه المعلومات وتتبع الطالب تم إخطار اللواء أسامة الصغير، مساعد أول الوزير لقطاع القاهرة، الذي قاد بنفسه المأمورية بمشاركة رجال مباحث القاهرة برئاسة اللواء جمال عبدالعال، مدير المباحث، ورجال العمليات الخاصة، وتمت مداهمة الشقة، ووُجد «بديع» غارقاً في النوم، ويرتدى جلباباً أبيض، وفور استيقاظه ظل لحظات في سريره يتأمل ويفحص وجوه الضباط دون أن يبدى أى تعليق أو اندهاش. ووصفت المصادر حالة المرشد بأنه كان مهيأً نفسياً لأنه سيتم القبض عليه فى أي لحظة، ما جعله لم يبد أي ردة فعل تجاه القوات أثناء ضبطه، موضحة أنه كان هادئاً ولم يتلفظ بأي كلمة أو يطلب إحضار أي من متعلقاته التي كانت بحوزته داخل الشقة. وأشارت المصادر إلى أنه تبين وجود شخصين بصحبته، أحدهما تردد أنه يوسف طلعت، القيادي الإخواني، لعدم وجود أوراق تثبت شخصيته، إلا أنه بعد مناقشته تبين أنه عبدالرحمن سيد، مدرس في مدرسة الدعوة الإسلامية ببني سويف، والثاني هو عمرو رياض، ابن شقيقة حازم فاروق، وكانا أيضاً نائمين في غرفة مجاورة، كما تواجدت أيضاً والدة «فاروق»، وزوجته، وشقيقته، وبناتها الثلاث، وخادمتان، وشقيقهما، ولم يشعر أحد منهم بعملية دخول القوات، وتم التحفظ عليهم جميعاً، لافتة إلى أن القوة لم تضبط أي أسلحة نارية أو بيضاء، كما لم تسفر عملية تفتيش الشقة عن العثور على أسلحة، أو مبالغ مالية أو عملات أجنبية بداخلها، بينما تم التحفظ على أجهزة كمبيوتر، وتليفونات محمولة كانت موجودة داخل الشقة لفحصها وبعض الكتب وأوراق كانت بحوزتهم. وقالت المصادر إنه تم اقتياد المرشد والمرافقين له داخل سيارة شرطة وسط حراسة أمنية مشددة، وتم اقتياده إلى قسم شرطة مدينة نصر أول، ومنه إلى منطقة سجون طرة «ب»، حيث قضى ليلته الأولى داخل السجن شارد الذهن. وقال محمد إبراهيم، وزير الداخلية، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إن معلومات وردت لأجهزة الأمن من شهود عيان أكدوا فيها رؤيتهم ل«بديع» فى تلك الشقة، وتم التنسيق مع قوات الأمن المركزي ومداهمتها التى تم الإبلاغ عنها وتم ضبطه دون مقاومة، مشدداً على أنه جار ملاحقة قيادات الإخوان وحلفائهم الصادرة في حقهم قرارات ضبط وإحضار. وقال اللواء جمال عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، إن مديرية أمن القاهرة شكّلت مجموعات مسلحة لملاحقة الجناة من جماعة الإخوان منذ صدور قرار من النيابة العامة بمطاردتهم، مشدداً على أن أجهزة الأمن عازمة على المضي في طريقها لملاحقة وضبط الجماعات الإرهابية. وأضاف أن أجهزة الأمن في القاهرة لديها معلومات شبه مؤكدة عن أماكن تخفى باقى القيادات، وأن كثرة الشوارع الفرعية في ميدان رابعة العدوية، وأن عدداً من المأموريات خرجت أكثر من مرة لمداهمة عدد من الأماكن التي وردت إليهم معلومات باختباء «بديع» داخلها، إلا أنها لم تتمكن من ضبطه وأخيراً تم رصد المرشد من خلال شهود عيان شاهدوه يتردد على الشقة، فضلاً عن تردد أحد قيادات الجماعة ويعمل طبيباً على نفس الشقة. وتابع: «داهمت قواتنا الشقة على أساس وجود كيانات مسلحة بصحبة المرشد، إلا أننا لم نجد أي أسلحة، وعملية الضبط جاءت على عكس المتوقع، وتم اقتياده ومن معه داخل سيارة ونقلته للسجن، وهناك خطة محكمة لملاحقة جميع المتورطين سواء بالقتل أو التحريض على القتل، وكل من شارك في أعمال العنف سيقع في قبضة الأمن».