الكل يتوهم أهمية قضيته، الكل مشغول بمتاعبه، لست أدري لمن أشجب ولم أندد، جف قلمي ومزقت ورقتي، أجلس لأتنفس عن معني حريتي فأجد من ينتقدني، أعزف عن الحياة لتنتشلني قسوتها، علني جاهل، علني مزعوم، ألِوطني انتمائي أم لقلبي، صفحات متناقضة لأرواح متشابهة، كلٌ يراها بعينيه، أسكن لأتنفس وأثور لأحيى. أبتعد لأجدني أقرب مما أتخيل، مصادمات يومية وعروق متنافسة، وحدةٌ بلا حلقات، لا تسعفني كلماتي، لا أراها بأعين غيري، لمن تقدير التفاهات، لمن الإحصائيات، أتنقل فلا أستقر، وطن أعوج أم دين مضطهد، انحرافات جنسية أم مطالب دولية، بنية أساسية أم طفلة فلسطينية، أراني لا أهتم، لا أتفاعل، لا أعمل، يؤرقني اهتماماً ولا أنصت له، الكل أميّ والكل مطلوب منه العلم، شئون تتلاشي بشئون، وأشخاص تحييها شئون، أصوات تعلو ونفوس متوارية، أكون أو لا أكون إنها المشكلة، دنيا ضيقة بقدر اتساعها، ليالي ساخنة خلف مظاهرات بائنة، من طبيعتي الأنانية وأستثني توجهات اندفاعية . . أنا أشارك . . لكني لا أبارك . . أنا أبكي . . بعيداً عن المعارك.