لا يُفتح إلا عند وفاتى وقبل الغُسل

على الإيميل، فى الإشارات، فى محطات البنزين، يوزِّعون على المارة وصية شرعية، لا أعرف من أى جمعية أو عن أى جهة تصدر تلك الوصايا الأخروية، ولماذا تتحمس جمعية ما حتى ولو جمعية الموت الرحيم لإصدار وصية شرعية، وتعمم، وما حكمة إصدارها الآن، هل لدى الجمعية معلومات عن جائحة أو طوفان سيُهلك البلاد والعباد.
الموت يأتى بغتة، ولكن ما معنى شيوع ثقافة القنوط، تيئيس الناس من رحمة الله صار بضاعة، يتربح منها المتربحون، قطْع الأمل صار منهجا، استراتيجية ظلامية تعمل عليها قوى خفية تعشش فى ظلام النفوس، تفقد الناس الرغبة فى الحياة، وتسدِّ نِفس الذين آمنوا.
معلوم أن اليائس أسلسل فى القيادة، أيسر فى التعبوية، عادة هو ضد نفسه، وضد أهله، وضد المجتمع، معلوم أن اليأس كالطموح ثقافة، ثقافة الآخرة هى التى تشيع، كُفرا بالنعمة، الحياة نعمة لو تعلمون، حتى تعبها وشقاؤها لذة للشاربين، الدفن على قيد الحياة ثقافة تشيع وتتمدد وتنتشر من الفضائيات إلى الصحافة ومنها إلى المنشورات قُبالة المساجد الأخروية وفى المولات الدنيوية.
هناك طائفة من الأخرويين يعنون بالآخرة، يتفننون فى بيان الآخرة، ينسون الحياة الدنيا، عندهم أن الحياة الدنيا لهو ولعب، حديثهم أخروى، برزخى، أوله عذابات القبر وآخره لظى، وبينهما ثعبان أقرع، أليس يستحق ذلك السعير، الاستعداد للموت.
أعرف كثيرين فى شرخ الشباب يشترون الأكفان، وعطور الآخرة، ومقابرها، طول طابور المقابر أمام محافظ القاهرة نحو 32 ألف مواطن يبحثون عن دار الآخرة وهم يبيتون فى العراء، الآخرة أبقى، البعض يطلب مقبرة استعمالا مزدوجاً، سكنا ومقبرة.
هنا بعضاً مما ورد فى الوصية الشرعية التى يشدد كاتبها بأنه يجب على كل مسلم أن يكتبها قبل موته، ويتركها لأهله ليفتحوها بعد وفاته وقبل الدفن ليطبقوا الوصايا الشرعية لكى يكون بريئا أمام الله تعالى من أى مخالفات شرعية تحدث بعد وفاته لكيلا يُحاسب على حدوثها بعد وفاته، ويدعو ناشرها كل مسلم لأن يُحضر ورقة وقلما الآن !! ويكتب نص هذه الوصية الشرعية ويضعها فى مظرووف ويكتب عليه من الخارج لا يُفتح إلا عند وفاتى وقبل الغُسل. «أوصى أن يحضرنى بعض الصالحين قرب الوفاة ليذكروننى بالله والكلام الطيب وبرحمة الله عز وجل ويلقوننى كلمة التوحيد. ( ويجوز وضع أرقام هواتف أو أسماء أشخاص صالحين ليقوم الأهل بإحضارهم).
أن يُمنع منعاً تاماً رفع الصوت بالنياحة أو لطم الخدود أو شق الجيوب أو الدعاء بدعوى الجاهلية مثل : ياخرابى، يااللى كنت... ياسبعى يا جملى. كل هذا الكلام حرااااااام.
تكفينى فى ثلاثة أكفان بيض، ويحرم تكفينى فى أكفان من حرير أو الأكفان غالية الثمن، فهذا يخالف الشرع. (وللمرأة يختلف عدد الأكفان). الإسراع فى الجنازة، وأن يمنع ما جرت به العادة من إقامة مآتم وقراءة قرآن أو كل ليلة جمعة أو الأربعين أو الذكرى السنوية، أموالى تقسم قسمة شرعية........
وقد أوصيت وإنى أبرأ أمام الله عز وجل من كل فعل أو قول يُخالف الشرع ومن أهمل فى تنفيذ الوصية أو بدّلها أو خالف فى شىء يُذكر أو لم يُذكر فعليه وزره.
هذا هو نص الوصية ويعلم الله حالى عند كتابتها وأسأل الله أن ينفع بها كل المسلمين وأن يُطبقوا ما فيها وأسألكم الدعاء لى وللمسلمين. واجعلوا الموت أكبر واعظ لكم.