لا أعرف لماذا يهمس المغنون القدامى ولماذا يصرخ الدعاة الجدد، لكننى أعرف أن الموت فى هذا العهد «تاج» على رأس النعش لا يراه إلا من توفى فى عهود سابقة، فعلى الأقل يرتاح الإنسان من برنامج «مصر النهاردة»، الذى دعانى فى حلقة مع الفنان «لطفى لبيب» فوافق الأمن على مذيع «الحلقة» والمعد والمخرج والفنان القدير «لطفى لبيب» واعترض علىَّ، ومن يومها أصبحت أظهر يومياً فى «حلقة» السمك بالأنفوشى بجوار البلطى الذى لا يعرف الأمن.. وبحب اتنين سوا يا هنايا فى حبهم، فقد أصبح عندنا فى الإسكندرية (2) محافظين، محافظ معين ومحافظ مرشح، وإذا نجح المحافظ المرشح فسوف يتفرغ لمراقبة المحافظ المعين، وفى كليهما خير، فاللواء المحجوب محبوب واللواء لبيب مطلوب، والشرطة فى خدمة الشعب والحب قبل الخبز أحياناً، وقد ترك الإخوان دوائرهم خراباً وتفرغوا للصلاة أثناء الجلسات، فالظهر عندنا أربع ركعات تنقذنا من النار، وعند الموظفين أربع ساعات تنقذهم من العمل.. وتشهد الإسكندرية الآن مرحلة نهاية التاريخ كما قال «فوكوياما» عضو المجلس المحلى، فقد أصبح لكل مواطن شقة وكابينة ووظيفة وسرير فى المستشفى الأميرى، لذلك تفرغ السيد المحافظ لمطاردة المدخنين، ونحن ضد التدخين طبعاً، لكننا مع القانون قطعاً.. فعشرون ألف جنيه غرامة شيشة غير مقبول، ومعتقل السيارات فى محرم بك غير معقول، فقد حقق المحافظ حلم السكندريين القديم.. يا رب عشرين ألف جنيه وحضّانة فى محرم بك. وقد هجر الناس المقاهى واتجهوا إلى الغرز، فعلى من يقبض الضابط إذا حضر إلى المقهى، وعلى من يسلم المرشح إذا جاء إليها؟ والمحافظ الذى يتشطر على الشيشة لا يستطيع أن يقترب من مدخنة أحمد عز، التى حجّرت مع مداخن الأسمنت صدور الأهالى.. وكلما ركبت ميكروباص يقول السائق وهو يهدد الركاب إنه قتل راكباً ولسه طالع من السجن ثم يطلب جنيهاً زيادة ليلحق عربته بالحضّانة، وكلما سألت عن القهوجى قالوا لى إنه راح يشتغل حرامى.. وقيل يا با علمنى اللامؤاخذة.. تعالى فى الشيشة واتصدر.. فى هذا البلد قانونان، قانون الشيشة أبو عشرين ألف، الذى يطبق على الصغار، وقانون المدخنة أبوخمستاشر، الذى يطبق على الكبار. [email protected]