إشارة مرور شارع سليمان باشا الحمراء لا تريد أن تنطفئ. مرت أكثر من خمس دقائق والطفل الجالس فى السيارة «الفيات ال 131» الخضراء، خلف والده الملتحى وأمه المنتقبة يحدق فى وجهى. ابتسم له، أخرج لسانى، أحرك حاجبى الأيسر صعوداً ونزولاً محاولاً فك جمود نظرته دون جدوى، أدير وجهى هرباً من تلك المواجهة، ثم أعود برأسى لأجده مازال محدقاً فىّ. تتعالى كلاكسات السيارات مطالبة إشارة المرور بفك حصارها، أفتح درج التابلوه بحثاً عن أى شىء يمكنه أن يجعل الولد يتفاعل معى، فأجد عدداً قديماً من مجلة «ميكى» كان ابن أختى قد نسيه منذ أكثر من عام فى السيارة، أقلب فى صفحات المجلة بسرعة، وفجأة أجدها، فى منتصف المجلة صورة «لمينى» وقد طار فستانها لأعلى من هواء هواية فى الشارع، بينما هى تحاول بكسوف تغطية ساقيها على غرار صورة «مارلين مونرو» الشهيرة التى ألهبت قلوب ملايين الشباب فى خمسينيات القرن الماضى. أدير الصورة ناحية الولد ثم أنظر إلى وجهه، فألمح لمعة فى عينيه وابتسامة شيطانية، بديعة، تخضر الإشارة وتنطلق السيارات. [email protected]