أطلق عدد من أعضاء لجنة الصناعة بمجلس الشعب لقب «حمَّال الأسية» على مشروع فوسفات أبوطرطور بعد أن كشف ممثل الجهاز المركزى للمحاسبات أمام اللجنة أن المشروع يمثل «النموذج المثالى» لإهدار المال العام، وسوء التخطيط، وأخطاء التشغيل والتنفيذ، وتضارب القرارات والسياسات. وقال محمد سيد أحمد، ممثل الجهاز، خلال استعراضه نتائج الرقابة المالية وتقييم أداء المشروع عن السنة المالية 2007/2008، إن ما تم استثماره فى المشروع خلال العام الماضى مجرد محاولة لتجزئة الخسارة، وتحسين صورة المشروع على غير الحقيقة، ووصفها بأنها حلول غير جذرية لوقف نزيف الخسائر. وأضاف أن ما تم صرفه على المشروع منذ بدايته عام 1976 حتى نهاية عام 2004 وصل إلى حوالى 10 مليارات و780 مليون جنيه قبل نقل تبعيته من وزارة الصناعة إلى وزارة البترول.وطالب ممثل الجهاز بضرورة تحديد المسؤوليينعن الخسائر التى تعرض لها المشروع وإحالتهم إلى التحقيق. وحاول الدكتور حسين حمودة، رئيس هيئة الثروة التعدينية صد هجوم ممثل الجهاز، مشيرًا إلى بدء محاولات تعديل مسار المشروع، ووقف نزيف المال العام. وقال إن المشروع من المشروعات سيئة الحظ وكان يمكن أن يكون المشروع القومى لمصر لو أجريت له دراسات جدوى علمية بالمعنى الدقيق، خاصة أن هضبة أبوطرطور التى تصل مساحتها إلى 1200 كيلو متر بها كميات هائلة من الحجر الجيرى والطفلة التى يمكن من خلالها تنمية صناعة الأسمنت، بالإضافة إلى الطفلة الزيتية التى يمكن استخراج البترول غير المكتمل منها، كما أنها غنية بعنصر اليورانيوم. وأضاف رئيس الهيئة أنه يمكن تجاوز هذا الماضى الكئيب الآن مع التوقعات المتفائلة بإمكانية تحقيق عائد مادى يفوق الخيال من وراء المشروع، وعلق عدد من النواب: سنغنى معًا مثل أم كثلوم «اللى فات ننساه» شريطة أن تصل إليهم خطة محددة حول مستقبل هذا المشروع، وعقّب رئيس الهيئة قائلاً: «سيأتى اليوم الذى سيشيد فيه الجهاز المركزى للمحاسبات بالمشروع».