سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المصري اليوم» تنفرد بنشر نص التحقيقات فى قضية بيع أطفال مصريين لأمريكيين (1) قساوسة ومدير أمن فندق شهير ومسؤول كبير وردت أسماؤهم فى التحقيقات ولم يشملهم قرار الاتهام
حصلت «المصرى اليوم» على نص التحقيقات فى قضية بيع أطفال مصريين حديثى الولادة لسيدات أمريكيات مقابل مبالغ مالية، وهى القضية التى انفردت «المصرى اليوم» بالكشف عن تفاصيلها، وأحال النائب العام 11 متهمًا فيها إلى محكمة الجنايات، بينهم 3 متهمين يحملون الجنسية الأمريكية. كشفت التحقيقات عن تورط قساوسة ومدير أمن فندق شهير ومدير بنك فى القضية، كما تبين أن عملية إهمال طبى أدت إلى إحداث ثقب فى رأس طفل أحد المتهمين كانت هى أول الخيوط فى ضبط الوقائع، كما استمعت النيابة لأقوال أحد الأطفال، الذى بلغ عمره 5 سنوات. تنشر «المصرى اليوم» نص التحقيقات فى حلقات، وتضم محاضر الشرطة وبلاغ السفارة الأمريكية بالقاهرة، ونص اعترافات المتهمين، وأقوال موظفى الشهر العقارى، ومذكرات تحريات مصلحة الأمن العام، وتقارير مصلحة الطب الشرعى، وأقوال الشهود. البداية - كما جاءت فى ملف التحقيقات - كانت بتاريخ 2 ديسمبر الماضى، عندما فوجئ المقدم حاتم البيباينى، رئيس مباحث قصر النيل، باتصال تليفونى من محمد عبيد، موظف بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، يفيد بتقديم إحدى السيدات وتدعى «إيريس نبيل عبدالمسيح»، للسفارة بطلب لاتحاذ الإجراءات اللازمة للحصول على الجنسية الأمريكية لطفليها «فيكتوريا» - طفلة - و«ألكسندر» - طفل - وتقدمت بشهادتى ميلاد لكل منهما تفيدان أن تاريخ الميلاد للطفلين هو 31 أكتوبر 2008، وباسمها كأم واسم المدعو لويس كونستين أندراوس كوالد للطفلين، وأنه يشك فى أمر صحة شهادتى الميلاد، وعليه انتقل رئيس المباحث إلى السفارة وتم اصطحاب السيدة من أمام باب السفارة الأمريكية، وبمناقشتها اعترفت بعدم صحة شهادتى الميلاد، التى تقدمت بهما للسفارة وتم اصطحابها لديوان القسم وبإعادة المناقشة قررت أنها متزوجة من لويس كونستين من حوالى 12 عامًا تقريبًا، وأنها تحمل الجنسية المصرية ولها إقامة دائمة بالولاياتالمتحدةالأمريكية وأنها لم تنجب أطفالاً، وتعرفت عن طريق إحدى صديقاتها المقيمة بأمريكا وتدعى سهير على أحد الأشخاص بمصر ويدعى «جميل» ويعمل مدير بنك مصر فرع وسط المدينة. والذى أخبرها بإمكانية الحصول لها على أطفالاً. وطلب منها النزول لمصر فى أقرب فرصة. وبالفعل وصلت البلاد بتاريخ 27 أكتوبر 2008، وأقامت بشقة بدائرة قسم النزهة عن طريق صديقتها، وتدعى فاطمة سرور، وشهرتها بطة وزوجها يدعى طارق دياب، وهما الوسيط، بينهما وبين المدعو جميل وبالفعل تم تحديد لقاء بمنزل طارق فى ذات يوم وصولها من الولاياتالمتحدة مع جميل، والذى أخبرها بوجود طفلين لدى إحدى الراهبات وتدعى مريم بروض الفرج منهما طفلة متوفى والداها والطفل الآخر مولود سفاحًا، وإنها تستطيع الحصول عليهما نظير مبلغ ثلاثين ألف جنيه، تم تخفيضه بعد ذلك إلى ستة وعشرين ألف جنيه بواقع ثلاثة عشر ألف جنيه لكل طفل، شاملة مصاريف استخراج شهادات ميلاد مزورة تفيد أن الطفلين ابناها وأن زوجها هو والدهما، بالإضافة إلى أن الرسوم تشمل استخراج شهادة مزورة منسوب صدورها لطبيب يدعى أشرف حسن مصطفى يفيد بأنها قامت بوضع هذين الطفلين عقب وصولها للبلاد وأنهما توأم بتاريخ 31 أكتوبر 2008، وتوجهت السيدة مع طارق بسيارته وتقابلت مع جميل وتوجهوا إلى مريم ودفعت جزءًا من المبلغ وقدره أحد عشر ألف جنيه وأجلت استلام الطفلين لحين تجهيز باقى المبلغ بالإضافة إلى إحضار والدتها من محافظة أسيوط لتعاونها فى رعاية الطفلين لحين انتهاء إجراءات العودة للولايات المتحدة وكذا لحين قيام جميل ومريم باستخراج الشهادات المزورة المطلوبة، حيث حصلا منها على صورة من جواز سفرها وزوجها ورخصتى القيادة الخاصة بها حتى يقوم بوضع البيانات بشهادة الميلاد وبعدها بأسبوع تقريبًا قام جميل بتسليمها شهادتى الميلاد الخاصتين بالطفلين، وتوجهت عقب ذلك بشهادتى الميلاد وباقى أوراقها لاستخراج جوازى سفر للطفلين من مكتب جوازات الأميرية، وعقب ذلك توجهت للسفارة الأمريكية للحصول على تأشيرة لاصطحابهما لأمريكا معها إلا أن مسؤولى السفارة رفضوا لكون الطفلين لوالد أمريكى الجنسية وفى هذه الحالة ووفقًا للقانون الأمريكى يحصل الطفلان على تأشيرة دخول ولكى يحصلا على الجنسية الأمريكية ويستخرج لهما جوازى سفر أمريكيين سيتطلب ذلك بالإضافة لشهادتى الميلاد إخطار ولادة يفيد بالطبيب الذى قام بتوليدها داخل مصر وتاريخ الولادة ومكانها فقامت بالرجوع للمدعو جميل الذى أحضر لها نظير مبلغ ألف جنيه شهادتى ميلاد منسوبًا صدورهما للدكتور أشرف حسن مصطفى، ويفيد بذات البيانات الموجودة بشهادتى الميلاد وقامت بتحديد موعد عن طريق السفارة وتوجهت، وفوجئت بمسؤولى السفارة يقومون بالاتصال بالقسم. قالت السيدة فى تحقيقات النيابة «اللى حصل أننى متزوجة من أمريكى ومقيمان حاليًا بأمريكا وزوجى رجل مسن ولا ينجب وكنا عاوزين نتبنا أولاد وفيه وحدة مصرية معانا فى أمريكا اسمها سهير قلت لها وفوجئت بواحد مصرى عرفت أن اسمه جميل اتصل بى وعرفت أنه مدير بنك مصر فى وسط البلد طلب منى أن أنزل مصر فى أقرب فرصة وبالفعل نزلت مصر يوم 27 أكتوبر 2008، وأقمت بشقة بمعرفة إحدى صديقات سهير واسمها فاطمة سرور وشهرتها بطة وزوجها اسمه طارق دياب، وهمه اللى توسطا بينى وبين جميل ولما نزلت مصر جميل جالى وقال إن فيه طفلين ولد وبنت عند وحدة اسمها مريم وهى راهبة منهما طفلة أمها ماتت وهى بتولدها والولد ده ابن حرام وأنها تستطيع الحصول عليهما بمبلغ ثلاثين ألف جنيه، وتم تخفيض المبلغ إلى ستة وعشرين ألف جنيه مناصفة شاملة المصاريف واستخراج شهادات الميلاد مزورة لهم وفعلاً رحت أنا وجميل للراهبة مريم، وقالت لى إذا كان الأطفال مش عجبينك ممكن نغيرهم لك لكن أنا وافقت عليهما واستلمت الطفلين وشهادتى الميلاد ورحت السفارة وطلعت لهما جوازان سفر من الأميرية، وبعدين رحت السفارة أجيب لهم تأشيرات، قالوا إن والدهم أمريكى ودول يطلع لهم جوازات أمريكية مش تأشيرات، وطلبوا منى إخطار بالولادة، وفعلاً قدمت الورق ورحت للمقابلة ومسؤولى السفارة اتصلوا بالقسم. وأكملت: أنا وصلت مصر يوم 27 أكتوبر 2008، والوقائع اللى حكيتها حصلت فى حدود أسبوعين، وأنا متزوجة من أمريكى ومقيمة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، أنا متزوجة بقالى حوالى 12 سنة ولم أنجب أطفالاً وإحدى صديقاتى المدعوة سهير أخبرتنى بأن بإمكانى الحصول على أطفال من مصر عن طريق واحدة اسمها فاطمة سرور وزوجها طارق دياب وواحد اسمه جميل، وبالفعل حصلت الاتفاقات والاتصالات اللى أنا حكيتها وإنى أرجع أمريكا بأطفال هو ده السبب الرئيسى لنزولى، وفاطمة وزوجها أعرفهم عن طريق التليفونات واللى عرفنى عليهم صديقتى سهير اللى فى أمريكا، وهم الوسيط بينى وبين جميل ولما نزلت استأجرا لى شقة فى نفس العمارة اللى همها ساكنين فيها وجميل هو اللى عرفنى على الراهبة مريم، وهو اللى كان بيخلص لى الأوراق وشهادات الميلاد المزورة، اللى اتمسكت معايا ومريم هى اللى أخدت من عندها الأولاد. وجميل هو اللى عرفنى على الراهبة مريم، وهو اللى توسط لها لحصولى على الأطفال وحضر جميع الاتفاقات وأخذ نقوداً وأحضر لى شهادات الميلاد والشهادات الطبية المزورة، اللى أنا استخدمتها فى استخراج جوازات السفر المصرية وتقدمت بها للقنصلية الأمريكية وأخذ ألف جنيه وجاب الشهادات المزورة. ومريم هى اللى أخدت من عندها الطفلين، وأخدت الفلوس وقسيمة زواجى والأوراق علشان تستخرج شهادات ميلاد تقول إنهم أبنائى وأخدت ستة وعشرين ألف جنيه واللى أحضر الشهادات اللى عليها اسمه ومثبت بها أن الطفلين أبنائى أنا وزوجى هو المدعو جميل. س: من الذى أحضر لك شهادات الميلاد المزورة تحديداً؟ ج: هى مريم أخذت منى بعض الأوراق وباقى الأوراق أخذها جميل، وهو اللى جاب لى شهادات الميلاد. س: هل تعلمين مصدر هذين الطفلين اللذين تسلمتهما من المدعوة مريم؟ ج: هو جميل ومريم قالوا لى إن الطفلة يتيمة الأبوين والطفل ابن حرام «مولود سفاح» وأهله تنكروا له. وأنا لقيت عند الراهبة أطفال تانية كثير فى نفس البيت، ولما رحت لها عرضت عليا إنى أشوف أطفال تانيين، لكن أنا قلت هما دول اخترتهم وخلاص، وأنا كل غرضى أن يبقى لى أطفال. وتنفيذاً لقرار النيابة العامة فى المحضر رقم 7374 لسنة 2008 إدارى قصر النيل، الخاص بضبط وإحضار كل من المدعوة مريم والمدعو جميل بإرشاد المتهمة إيريس نبيل عبدالمسيح واستدعاء المدعو طارق دياب محمد وتكليفه بالإرشاد عن علاقة مريم وجميل، وعليه فقد تم ضبط جميل وتبين أنه يدعى جميل خليل بخيت جادالله مواليد 1959، رئيس قسم الاعتمادات المستندية ببنك مصر، فرع شريف، بإرشاد طارق دياب، محمد كذا تم ضبط مريم وتبين أنها تدعى مريم راغب مشرقى رزق الله مواليد 1962. وحضر لديوان القسم كل من الشيماء عبدالحكيم رمضان المحلاوى «مشرفة بدار الأورمان للأيتام» وإيمان حمدى أحمد الشيخ «مربية بدار الأورمان للأيتام» وطارق ربيع حميدة على «موظف بدار الأورمان للأيتام» وذلك بناءً على الاتصال التليفونى من مسؤولى القسم للحضور واستلام كل من الطفلين المسميين ألكسندر وفيكتوريا، وذلك تنفيذاً لقرار النيابة العامة فى المحضر رقم 7374 لسنة 2008 إدارى قصر النيل. وقالت المشرفة: أنا حضرت بناءً على اتصال تليفونى من القسم للحضور لاستلام الطفلين المشار إليهما فى قرار النيابة، وأنا مشرفة بدار الأورمان للأيتام بالمهندسين وأتعهد بالتحفظ على الطفلين ورعايتهما لحين صدور قرار آخر بشأنهما.. ومستعدة لاستلامهما. وتعهدت المشرفة والمربية والموظفة باستلام ورعاية الطفلين، وناظرت النيابة الطفل المسمى ألكسندر، وتبين أنه طفل فى السنة الأولى من العمر، ولا يتجاوز الشهرين، أبيض البشرة ذو شعر خفيف، أما الطفلة المسماة فيكتوريا فتبين أنها فى السنة الأولى من العمر ولا تتجاوز الشهرين ذات بشرة خمرية اللون وشعر أسود اللون خفيف. غداً.. نص اعتراف المتهمة الأمريكية.. وتفاصيل صفقة بيع الطفل ماركو.. ومحاولة تسفيره خارج البلاد.