استمراراً للتوتر القائم قبل أشهر من زيارة البابا بنديكت السادس عشر إلى القدس فى مايو المقبل، قدم الفاتيكان طلباً بوقف برنامج تليفزيونى إسرائيلى، بعد شكوى القساوسة الكاثوليك ضده، إذ يصور مقدمه ليؤور شلاين، فى أولى حلقاته المفترض أنها «فكاهية» التى بدأت هذا الأسبوع، السيدة مريم العذراء على أنها مراهقة تمارس الجنس عدة مرات، كما وصف السيد المسيح بأنه مات بالسمنة، واعتبر الفاتيكان أن البرنامج، الذى تبثه القناة العاشرة الإسرائيلية، ينطوى على إساءة للمسيح عيسى عليه السلام وأمه مريم «بطريقة تتسم بالإلحاد». وأعلن الكرسى البابوى أن البابا توجه إلى المسؤولين فى الحكومة الإسرائيلية بطلب وقف البرنامج، واحتج الفاتيكان فى طلبه قائلاً: «علمنا بكثير من الأسى أن مريم وعيسى ابن الناصرة اللذين ولدا فى إسرائيل يساء إليهما بهذه الطريقة الفجة». وقال «الفاتيكان» إن السلطات الإسرائيلية وعدت بوقف البرنامج قريباً، وستطالب المسؤولين عنه بتقديم اعتذار علنى عما حدث فيه، فى حين أفادت تقارير أخرى بأن شلاين قدم بالفعل اعتذاره بعد احتجاجات كبار الشخصيات ومسيحيين عرب إسرائيليين. كان مجمع الأساقفة الكاثوليك فى الأرض المقدسة أعلن أن البرنامج أساء لآلاف المواطنين المسيحيين داخل إسرائيل، كما جرح ملايين المؤمنين فى العالم، وكان النزاع بين الفاتيكان وإسرائيل تطور بصورة كبيرة قبل هذا الخلاف الأخير، حيث أثار رفع الكنيسة الكاثوليكية عقوبة الحرمان الكنسى عن الأسقف المتطرف ريتشارد ويليامسون، الذى ينكر المحرقة، موجة عارمة من الاستياء داخل إسرائيل. كان «شلاين»، مقدم البرنامج قال إنه يشعر بالتحدى والاستفزاز من قرار البابا الذى دار حوله كثير من الجدل، وأضاف فى حلقة أذيعت الإثنين الماضى على سبيل الدعابة إنهم ينكرون المحرقة، وبدلاً من أن أشعر بالغضب قررت أن أرد الصاع صاعين، إننى أنكر المسيحية أيضاً.