جهاد الخازن: تظاهرات «تقسيم» تنقل «أردوغان» من التكبر إلى أرض الواقع

قال الكاتب اللبناني، جهاد الخازن، صباح السبت، في مقاله بصحيفة «الحياة» اللندنية، إنه «ربما كان رجب طيب أردوغان أفضل رئيس وزراء تركي في العصر الحديث».
وأضاف «الخازن» أن الاحتجاجات التي بدأت من بعض أنصار البيئة وواجهتها الحكومة التركية بقوة مفرطة بمثابة «رُبَّ ضارة نافعة»، حسب تعبيره، معللاً ذلك بأن «نجاح حزب العدالة والتنمية نجاحًا فاق كل التوقعات جعل أردوغان يتصرف كحاكم فردي متكبر لا يقبل النقد أو الآراء المعارِضة، وجاءت التظاهرات لتردّه إلى أرض الواقع، فربما نرى منه شيئًا من التواضع في المستقبل».
وأشار إلى أنه «لا خطر إطلاقاً على أردوغان أو حزبه، فرئيس الوزراء يتمتع بشعبية هائلة جعلته يقول إنه قادر على تنظيم تظاهرة من مليون شخص تأييدًا له، والحزب له قاعدة ثابتة من الأتراك المسلمين المحافظين جعلته يفوز بثلاثة انتخابات نيابية متتالية، كان آخرها سنة 2011».
واعتبر «الخازن» أن التعامل مع الإعلامي مع «أردوغان» كان بين متحامل ومنصف، مضيفًا: «على القيادة التركية أن تتعامل مع التظاهرات بما يبدد مخاوف أتراك كثيرين من حكم إسلامي فردي يحاول فرض قناعاته على العلمانيين الكثيرين في تركيا. وأنصار أردوغان استقبلوه بالهتاف لدى عودته إلى تركيا، وبدا أنه لا يزال يتخذ موقفًا معاندًا، وكنت أفضل موقفًا مهادنًا».
وتابع: «عندما رأيت رجب طيب أردوغان قبل أسابيع، كان جو الحديث بعيدًا من التظاهرات، التي لم يتوقع حجمها أحد، خصوصًا أن أسبابها محدودة جدًا، وكانت مصادر رئيس الوزراء تتحدث عن تحويل تركيا إلى دولة رئاسية، مثل الولايات المتحدة، فتنقل سلطات كثيرة من رئيس الوزراء إلى رئيس الجمهورية، ويخوض أردوغان انتخابات الرئاسة السنة القادمة واثقًا من أن الشعب سيؤيده».
وأشار «الخازن» إلى أنه ربما تحتاج هذه الطموحات إلى مراجعة بعد أحداث ميدان «تقسيم» والتظاهرات في أنقرة والمدن التركية الأخرى، لافتًا إلى أنه إذا كان المتظاهرون شَكَوْا من انعزال «أردوغان» عن الرأي الآخر وتفرُّدِه في الحكم، فإن أمامه فرصة ليتجاوب مع طلبات المتظاهرين ويثبت أنه ليس ديكتاتورًا، ولن يكون.
واختتم «الخازن» مقاله، كاتبًا: «جمال الدين الأفغاني قال إن المسلمين بحاجة إلى الحاكم (المستبد المستنير)، وابتُلينا قرنًا من الزمان بمستبدين لا يعقلون، صُمٍّ عن مشاكل الناس، بُكْمٍ عن الحوار معهم، عُمْيٍ عن مصائبهم، وأقول: نريد حكمًا مستنيرًا من دون استبداد، في تركيا وكل بلد عربي وإسلامي».