يخرج أيمن نور من محبسه بسجن مزرعة طرة، ليلملم ما بقى له من تركة أودعها فى الخارج قبل دخوله السجن منذ أكثر من 3 سنوات، التركة تنحصر فى حزب الغد الذى أسسه فى أكتوبر 2004 وتم استبعاده من رئاسته بعد سلسلة طويلة من المنازعات لم تسلم منها جريدة الحزب، بالإضافة إلى دائرة انتخابية مهمة خرجت من يديه فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة التى أجريت نهاية 2005. فى قلب ميدان باب الشعرية، يقع مركز نور الثقافى، هى الدائرة التى مثلها نور فى مجلس الشعب على مدار دورتين لم تكتمل ثانيتهما.. دخل نور مجلس الشعب عبر «باب الشعرية»، وخرج من المجلس ليحتفظ بوجود رمزى داخل الدائرة من خلال مركزه الثقافى الموجود حتى الآن، بالرغم من خسارته جولة الانتخابات الأخيرة أمام منافسه العنيد يحيى وهدان الذى ذاق الهزيمة على يد نور فى انتخابات عام 2000 فجاء فوزه فى انتخابات 2005 بمثابة «رد الاعتبار»، فى معركة يبدو أنها لم تنته بعد، خصوصاً بعد تصريح نور لموقع «بى. بى. سى» عقب الإفراج عنه ب«أنه سيخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة». ومن الدائرة الانتخابية إلى الحزب السياسى الذى أنشأه نور، الذى دارت بسببه معارك طاحنة على رئاسته أنهتها محكمة القضاء الإدارى بحكمها الصادر قبل أسابيع قليلة من الإفراج عن نور بحكم لصالح الجبهة التى تناصره والممثلة فى المحامى إيهاب الخولى، الأمر الذى دفع بعض المراقبين إلى القول بأنه على الرغم من بعد نور الظاهرى عن الحزب بحكم القانون الذى يمنعه من ممارسة أى عمل سياسى، فإن الفترة المقبلة ستشهد بصمات واضحة لنور على مسار الحزب وعلى سياسته المرتقبة. ولا ينفصل الحزب عن مقره الكائن فى إحدى العمارات بميدان طلعت حرب، والذى احترق صباح الخميس 6 نوفمبر الماضى ولم يستدل على مرتكب الجريمة، بالرغم من الاتهام الواضح والصريح الذى وجهته جميلة إسماعيل، زوجة نور، إلى أشخاص بأعينهم قالت إنهم تورطوا فى عملية الإحراق التى قالت إنها مسجلة صوتاً وصورة. يرى أمير سالم، محامى نور، أنه فى ظل الأزمات السياسية التى تمر بها مصر والتى تعبر عنها الحركة الشعبية والاحتجاجات المتكررة وتضع البلاد فى «مفترق طرق» - على حد تعبيره - فإن التنبوء بما هو قادم صعب للغاية، كما أن الإفراج عن نور وسط كل تلك الأحداث يحمل لنا رسالة بأننا «داخلون على متغيرات كثيرة» فى ظل «نظام قبضته قوية» يسيطر على البلاد. فيما يرى جورج إسحق، القيادى بحركة كفاية، أن ما ينتظر أيمن نور فى الخارج «كثير جداً» وأقل شىء فيه «الحصار الذى قد يفرض عليه»، فعلى حد تعبيره: «لو خرج عن الخط من الممكن أن تدبر له اتهامات أخرى»، ولذلك فإن إسحق ينصح نور بأن «يكون حريصاً» فى الفترة المقبلة، لأن النظام - على حد تعبيره - «لا يؤتمن وما حدش يعطى له الأمان لأنه نظام يغدر بالناس فى لحظة غضب».