مر الفالانتاين أو عيد الحب هذا العام بشكل أقل احتفالية من الأعوام السابقة.. ربما السبب يعود إلى الأزمة العالمية التى ألقت بظلالها على كل شىء أو أحداث غزة الأخيرة، ولكن هذا لم يمنع المحال حتى فى حى الحسين العريق - وهو أمر استغربته كثيرًا وبشدة - من وضع الدباديب والقلوب الحمراء فى فاترينات أو واجهات المحال، ولم يمنع الأحبة من السير جنبًا إلى جنب على الكورنيش، واللون الغالب على ملابس الفتيات الأحمر.. ولكن لم يمنع المتشددين من ترديد أن فالانتاين لم يكن قديمًا كما يعتقد البعض، وأن يؤكد أنه قديم، إذ تحدى فالانتاين قرار القيصر بعدم زواج الجنود كى يتفرغوا للحرب فدفع رقبته ثمنًا لرومانسيته. وفى وسط كل هذا قرأت خبرًا مفاده أن الرئيس باراك أوباما قد اصطحب زوجته ميشيل إلى أحد أشهر مطاعم شيكاغو للاحتفال معها بعيد الحب. الرئيس أوباما الذى يصر على إعلان حبه لزوجته على الملأ فى كل مكان ولا يخشى من ترديد بعض الصحفيين أن تأثيرها قوى عليه وأنها أقوى شخصية فى فريقه ويردد دومًا «نحن فريق» ويحترم رأيها حتى لو خالفه. وتخيلت أن رئيسًا عربيًا يصطحب زوجته للعشاء فى أحد المطاعم.. ما الذى سوف يحدث؟ أولاً أزمة مرورية حادة.. ثانيًا كوردون واحد حول المطعم.. ثالثًا رد جميع من يفكر يومًا أصلاً فى دخول المطعم.. وإن لم يعجب فخامته الأكل فيا ويل صاحب المطعم وسواد ليله، يمر على بعض الأقسام كعب داير.. رابعًا يمنع الصحفيون والمصورون من التواجد فى المكان ولو أخذ أحدهم صورة وهو ما يعتبر سبقًا فى الصحافة العالمية سوف تصادر الصحيفة أو المجلة.. على اعتبار أن خروج الرئيس للعشاء مع زوجته سر قومى. لم يخرج عن هذه «التنشئة» أو «القالب» إلا الرئيس السادات الذى رضى بأن يصور مع زوجته وهو يمشى معها أو وهو يلعب تنس أو حتى وهو يحلق ذقنه.. واعتبرت هذه الصور ثورية وقتها. وكثر الحديث عن السيدة جيهان التى غيرت قوانين الأحوال الشخصية لصالح المرأة.. فبدلاً من أن تذكر بما فعلته أصبحت تلقب بالمرأة الحديدية وتصاغ الأساطير عن قوتها وتدخلها. الفالانتاين قلب علىّ المواجع فنحن شعب استهلاكى، حتى المشاعر نترجمها شراء مع أن الحب نعمة يجب أن نفتخر بها.. وأن نشكر اللّه.. على أن يزيدنا منها.. فى زمن أصبح الحب فيه عملة صعبة وأحوال الجنيه لا تسر عدوًا ولا حبيبًا. [email protected]