بعد كشف «المصرى اليوم» عن تفاصيل قضية الاتجار بأطفال السفاح ومجهولى النسب، حاولنا التقصى عن العيادات والمستشفيات التى تتم فيها هذه العمليات.. لم نتصور أبدا أن تكون الصورة بهذه القتامة، وأن تطال القائمة مستشفيات كبيرة ذائعة الصيت فى أحياء راقية وشعبية أيضا، لم نكن نتخيل أن عمليات الإجهاض، التى ترسِّخ فى وجداننا أنها خطوط حمراء تخفى وراءها الخزى والعار، أصبحت تتم فى العلن وفى وضح النهار.. توقعنا أن مجرد السؤال عن أحد هذه الأماكن سيثير مئات الأسئلة المحرجة والمقلقة قبل أن تتلقى إجابة واحدة، إلا أننا فوجئنا بقائمة طويلة وخيارات تتشكل حسب مكان إقامتك وقدرتك المادية، بل تستطيع أيضاً أن تختار الطبيب الذى يجرى لك هذه العملية: ذكرا أو أنثى، مسلما أو مسيحيا، حاصلين على شهادات من جامعات مصرية فقط أو أتموا دراستهم فى الخارج، كل شىء فى هذا العالم الخفى أصبح مقننا ومعلوما للجميع.. عدا المسؤولين والأجهزة الرقابية. لذا.. حاولنا من خلال هذا الملف أن نقدم إلى من يهمه الأمر خلاصة تجارب قليلة انتقيناها بعناية وعشنا فيها كشهود عيان لننقل للقارئ الصورة كما هى، ذهبنا إلى مستشفيات وعيادات خاصة فى أرقى أحياء القاهرة وفى أكثر أحيائها شعبية وازدحاما، ذهبنا إلى أطراف القاهرة الكبرى، وتعمدنا فى هذه التجربة أن يذهب تارة محررتان وتارة أخرى محررة بصحبة زميل لها، وأيضا أن يذهب محرر بمفرده إلى عيادة نسائية للاتفاق على عملية إجهاض.. وفى جميع الأحوال كانت النتيجة واحدة.. نقرؤها فى التحقيق التالى.