افتتح يوم أول فبراير، ويستمر حتى الثلاثاء الملتقى الإبداعى السادس للفرق المسرحية المستقلة (أوروبا - البحر المتوسط)، الذى يديره فنان المسرح المصرى الكبير محمود أبودومة فى مكتبة الإسكندرية، والذى أصبح موعداً سنوياً ثابتاً للمسرحيين المستقلين فى مصر، ويعتبر الإسهام الرئيسى لمركز الفنون بالمكتبة الذى يديره المايسترو شريف محيى الدين لتنمية فن المسرح فى مصر. تشترك فى الملتقى 20 فرقة مسرحية تقدم 20 عرضاً على مدى أيام الملتقى العشرة: 4 من مصر و2 من كل من السويد وبولندا، وعرض من كل من سوريا وفرنسا وألمانيا وسويسرا وكرواتيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والنمسا وبلغاريا وصربيا، وعرض الختام «جدران» لفرقة دولية ينتمى أعضاؤها إلى عدة دول أوروبية إلى جانب الفرق المذكورة من 14 دولة. ومن اللافت أن من بين العروض ال20 ثلاثة للأطفال من كرواتيا والسويد ومصر، ومن العروض المصرية «تراث موسيقى شعبى» بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيس فرقة الطنبورة. إنه مؤتمر دولى كبير للمسرح، ولذلك يتعمد نفى صفة «مهرجان» حيث لا توجد مسابقة ولا جوائز، فالعروض فى السادسة والثامنة مساء، وطوال النهار من العاشرة صباحاً محاضرات وندوات علمية ووقت كاف لمناقشات معمقة (10 جلسات عن تدريب وتكوين موجهى المسرح المدرسى و9 جلسات عن تدريب الفنيين و6 جلسات عن تدريب الممثلين و3 عن «الدراماتورج» و2 عن واقع التدريب فى العالم العربى و2 تحت عنوان «صوت وأقنعة»، و6 عن «الحركة على خشبة المسرح»، و«الحكى»، و«الكوميديا المرتجلة»، و«تدريب الأطفال»، و«الموسيقى الداخلية فى جسد الممثل»، و«المسرح فى عالم اليوم»). وإلى جانب العروض والمناقشات هناك معرض «أجندة 2009»، و6 إصدارات ل6 مسرحيات لكاتبات من مصر والسويد ومالطة وفرنسا وبلجيكا وألمانيا.. ومن المعروف أن فرق المسرح المستقل، أى التى لا تخضع للسوق أو التمويل الحكومى هى المعمل الذى يتطور فيه المسرح كفن، بعيداً عن شباك التذاكر وباب الحكومة الذى يتجنب الخروج عن السائد والمألوف، وقد عرفت مصر المسرح المستقل منذ نحو عشرين سنة فقط، ولكنه يعانى من مشاكل كثيرة، أهمها أنه لم يستطع أن يمنع جمهوره الذى يموله ولو كان محدود العدد، فهذا هو الطريق الأصح للحرية فى التعبير، وهى الهدف الرئيسى والمبرر الوحيد لمعنى أنه «مستقل». [email protected]