أقارب الطفل محمد أحمد محمود حسانين، الذى نجا دون باقى أفراد أسرته من كارثة العبارة، ويبلغ من العمر 7 سنوات، أكدوا أنه حتى الآن لم يزل يخضع للعلاج بسبب الحمى الروماتيزمية التى أصابته فى الصدر والقلب، بالإضافة إلى علاجه نفسياً وعصبياً وتخاطبياً، نتيجة استمراره فى المياه لما يزيد على 52 ساعة خلال فصل الشتاء، وأضافوا أنه رغم ذلك فقد تفوق علمياً، وهو الآن فى الصف الثانى الابتدائى ويتم تدريبه بشكل مستمر على الكمبيوتر فى أحد المعاهد. وقال محمد أحمد مختار، خال الطفل محمد، إنه يقوم باصطحابه بشكل دائم لعلاجه نفسياً، وعصبياً، وتخاطبياً، لدى الطبيبة زينب بشرى عبدالحميد، والدكتور أحمد أبوحسيب، ويتم حقنه كل 15 يوماً لعلاجه من الإصابة بمرض الحمى الروماتيزمية على القلب والصدر، نتيجة تواجده فى مياه البحر خلال فصل الشتاء، لمدة تزيد على 52 ساعة، وحدد الأطباء فترة 25 عاماً للعلاج من المرض عن طريق الحقنة وأدوية دائمة ومنتظمة. وقال عم الطفل هارون محمود حسانين «65 سنة» إن «محمد» بحالة جيدة، وتم شراء جهاز كمبيوتر له، وإلحاقه بمدرسة خاصة لكنه مازال يعانى من خلل ذهنى فى الذاكرة بسبب الحادث ويخضع للعلاج من الأمراض التى أصيب بها مثل الروماتيزم وعدم التخاطب. ونفى وجود أى مشكلات مالية يعانى منها الطفل مطالباً بضرورة رعايته صحياً فقط من خلال كبار الأساتذة المتخصصين. وقالت جدته لوالدته أم حسن سيد إن محمد يعيش معها فى المنزل، ومازال يعانى حالات الفزع، والقلق، والاضطراب، ونصح الأطباء بعدم التحدث معه عن الحادث فى محاولة لإزالة الأحداث التى شاهدها أثناء غرق العبارة، وأضافت أن حياته مع أسرته مازالت فى ذهنه حيث يجلس يروى لنا حياته مع شقيقته «رحمة» فى السعودية، وأيضاً شقيقه «عبدالله». كما أكد أن الحادث مازال عالقاً فى ذهنه وأن والده قام بتسليمه لأحد الأفراد الذين كانوا موجودين على العبارة. فى حين جلست جدته لوالده نفيسة صادق محمود تبكى قائلة مازال ابنى أحمد محمود حسانين يتردد بدراجته البخارية على منزلى ينادى علينا رغم إعلان خبر غرقه ووفاته فى حادث العبارة المشؤومة، وأكدت أن الأمل مازال قائماً فى العثور عليه ضمن الأفراد ال 37 شخصاً، الذين يتردد أنهم مازالوا على قيد الحياة، وظلت تروى قصة تربية ابنها بعد أن تركه والده يتيماً، وتقول إن محمد كان سفيراً للمنياوية والصعايدة فى السعودية وكان منزله مأوى للحجاج. الطفل محمد فى حالة غير مستقرة وتنتابه بعض التصرفات غير الطبيعية، وهو يراقب الحوار مع الجدة والخال، قال: «أنا فى المدرسة، وأتعلم الكمبيوتر والدى، وأمى، وإخواتى، سوف يحضرون قريباً، ومازال صوت والدى فى أذنى، وأيضاً صوت رحمة»، وأيضاً عبدالرحمن، وأمى، ووالدى، رافضاً الاستمرار فى الحديث، ثم طلبت مدرسة الكمبيوتر عدم الحديث معه حفاظاً على استقرار صحته وذاكرته.