فى انتهاك إسرائيلى جديد للهدنة الهشة فى قطاع غزة، أصيب 9 فلسطينيين فى قصف جوى استهدف دراجة نارية قرب خان يونس، جنوبا، كما أفاد شهود بأن قصفا جويا آخر استهدف ورشة فى رفح بالقرب من المنطقة الحدودية فى وقت سابق، وكان أولمرت قد قرر توجيه ضربة عسكرية كبيرة بعد عملية «كيسوفيم»، التى قتل فيها جندى إسرائيلى، ورجحت مصادر أنه قرر تأجيلها لعدم إحراج الموفد الأمريكى جورج ميتشل خلال زيارته إسرائيل. وبينما لم تستبعد مصادر قيام إسرائيل بأى عمليات انتقامية قبل مغادرة ميتشل للمنطقة، أطلقت المقاومة فى غزة أول صاروخ على جنوب إسرائيل منذ إعلان التهدئة، وقالت إنه رد على انفجار رفح. وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت قدم خطوطا عريضة ل «خطة سلام» تتضمن إجلاء مستوطنين من الضفة الغربية، وذلك خلال لقائه الموفد الأمريكى جورج ميتشل فى القدسالمحتلة، حيث أكد رئيس الوزراء أنه وفقا لتلك الخطة سيتوجب على 60 ألف مستوطن من ربع مليون تغيير موقع إقامتهم، وأوضحت الصحيفة أن أولمرت عرض للمرة الأولى أمام ميتشل أرقاما تتضمن أعداد المستوطنين، معربا عن تأييده لانسحاب «شبه كامل» فقط من الضفة. وكشفت الصحيفة عن بعض ما وافقت عليه حكومة أولمرت خلال ما وصفته «مفاوضات الوضع الدائم مع الجانب الفلسطينى»، مؤكدة أن أولمرت وافق على الانسحاب لحدود 67 باستثناء بعض الكتل الاستيطانية الكبرى، التى سيتم ضمها، مقابل منح الفلسطينيين أراضى تعادل مساحة هذه الكتل فى منطقة النقب، فى حين تخضع القدس، التى وافق أولمرت - وفقا للصحيفة - على تقسيمها لرعاية دولية، على أن يتم التواصل الجغرافى بين الضفة وقطاع غزة عبر طريق علوى أو تحت أرضى، وإلى جانب كل ذلك، أكدت الصحيفة أن أولمرت رفض السماح لأى لاجئ بالعودة إلى أراضيه، وهو ما كررته وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى التى أكدت رفضها توطين أى لاجئ فلسطينى داخل حدود 48. وتزامن ذلك مع الأنباء التى كشفتها مجموعة «السلام الآن» الإسرائيلية عن أن البناء فى المستوطنات - الذى أوصى ميتشل منذ 8 سنوات بوقفه - تم تكثيفه العام الماضى. وأوضحت أن 1257 مبنى جديدا فى مستوطنات الضفة أقيمت خلال عام 2008، وهو ما يعادل زيادة نسبتها 57 % عن عام 2007. جاء ذلك فى وقت اعتبر فيه رئيس حزب الليكود اليمينى الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أن عملية «الرصاص المصبوب» لم تحقق أهدافها بالكامل، مؤكدا أن حركة المقاومة الإسلامية(حماس) تعيد تسليح نفسها وتختبر الموقف الإسرائيلى الحالى، مهددا فى الوقت نفسه باستكمال ما لم يتحقق حال فوز حزبه فى الانتخابات العامة المقبلة، فى حين أعلنت ليفنى أنها لن تشارك فى «حكومة متطرفة» برئاسة نتانياهو. ورأى نتانياهو - فى سياق تصريحات جانبية للصحفيين على هامش منتدى دافوس الاقتصادى فى سويسرا - أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة لن تملك إلا إنجاز ما هدفت إليه العملية السابقة، واجتثاث ما أسماه «قاعدة الإرهاب الإيرانية» فى قطاع غزة، وتأتى تلك التصريحات بينما تستعد الأحزاب الإسرائيلية لخوض الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، وسط ارتفاع شعبية حزب الليكود، على حساب أحزاب كاديما الوسطى الحاكم والعمل، المشارك معه فى الائتلاف الحكومى.
