انتهت كل انتخابات الاتحادات الرياضية فى مصر بلا استثناء نجح من نجح وخسر أيضاً من خسر، ولكن يبدو أننا نعشق الفشل، فالفرح والسعادة يأخذان يوماً واحداً وبعد ذلك تبدأ القضايا والمشاكل والأزمات والغريب أنها تبدأ بين الأصدقاء وأعضاء القائمة الواحدة أحياناً وأحياناً أخرى تجد أن الجديد يحاول ويجاهد بكل الطرق لقتل ودفن كل القديم وسأكون أكثر وضوحاً، لأننا نحاول أن نقضى على ما يحدث فى الاتحادات الرياضية فى مصر، فالضحية فى النهاية هى سمعة فرقنا الرياضية ونتائجها فى كل المسابقات وسأبدأ بالاتحاد المصرى للجودو هذا الاتحاد الذى ساعده بكل قوة سامح مباشر رئيس الاتحاد السابق ووقف خلفه حتى استطاع أن يصعد به إلى منصة النجاح بعد منافسة شرسة وتوقعنا خيراً كثيراً نتيجة هذا التجانس غير العادى بين القديم والجديد، وتوقعنا أكثر أن يصبح لدينا أكثر من هشام مصباح المصرى الوحيد الذى حصل على ميدالية فى الأولمبياد السابق ولكن للأسف حدث ما لا يمكن لأحد أن يتوقعه، فأول قرارات الاتحاد كانت طرد سامح مباشر وعدم السماح له بدخول الاتحاد أبداً!! والأغرب أن البطل هشام مصباح الذى يحمل على أكتافه كل آمال المصريين فى الحصول على ميدالية جديدة فى أولمبياد لندن يشكو من الإهمال وعدم التدريب لدرجة أنه ضاعت عليه 4 معسكرات ما بين اليابان وفرنسا وبلجيكا نظراً للصراع الدائر بين القديم والجديد ونسى الجميع الأهم وهو أنهم جاءوا لتحقيق نتائج والفوز ببطولات وميداليات والنتيجة الحتمية هى الخسارة والفشل وسيحدث لمصباح ما حدث من قبل لكرم جابر ومحمد على رضا وأحمد إسماعيل وأحمد الباز وتامر عبدالمنعم ولمن لا يعرف هذه الأسماء أقول له إنهم الأبطال الذين حصلوا على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية فى أولمبياد أثينا ويومها قلنا إن الرياضة عادت لمصر وأننا سنحصل على عدد أكبر من الميداليات فى أولمبياد أثينا ولكن بسبب الإهمال والصراعات والمشاكل نفسها التى عادت لتطل علينا بوجهها القديم نفسه خرجنا من الساحة، وبالتأكيد سيكون الخروج القادم أكثر مهانة ولك أن تتصور صديقى القارئ أن نجم الأولمبياد والوحيد الحاصل على ميدالية لا يجد حتى مكاناً فى المركز الأوليمبى للتدريب والإقامة والسبب أن اتحاد الجودو لم يدفع مديونياته للمركز الأوليمبى!! والله هذه حقيقة وليست خرافة أو تهويلاً، ومن لا يصدقنى فقط عليه أن يسأل مصباح نفسه عما جرى له وكم تدريباً خضع له منذ عودته من بكين وكم كيلوجراماَ أصبح زيادة فى وأنه وبعد ذلك نقول إننا سنحقق المعجزات فى أوليمبياد لندن بأى أمارة: ودعونا نذهب إلى اتحاد آخر وهو اتحاد ألعاب القوى وما يحدث فيه فخناقات الكباب والكفتة فاقت الحدود والخيال، فهل تصدق أن الأعضاء يضرب بعضهم البعض بالبوكس والشلاليت بحجة أن أحدهم أراد أن يكون الغداء «فول وطعمية» والبعض الآخر صمم على أن يكون الغداء «كباب وكفتة»، والغريب أن أحداً منهم لم يفكر أبداً فى كيفية حصول مصر على ميدالية ولو لمرة واحدة فى الأولمبياد لأنه لمن لا يعرف أن مصر لم تحصل فى تاريخها على ميدالية واحدة من الميداليات ال147 المخصصة لألعاب القوى فى الوقت الذى حصل فيه السودان الشقيق وقبله السعودية على ميداليات متنوعة فى ألعاب القوى وبالتأكيد لا ننسى المغرب والجزائر وتونس وغيرها من الدول الأفريقية والعربية وطبعاً لن أتحدث عن كينيا وأثيوبيا وحتى الصومال ونتائجها المبهرة فى هذه اللعبة ولكن كل هذه الإنجازات لم تحرك ساكناً فى اتحاد ألعاب القوى لأن مهمتهم أكبر وأهم وهى التصدى لوجبة الكباب والكفتة حتى لا ينتشر هذا الوباء القاتل فى الاتحادات الأخرى وتخسر مصر موقعها فى صدارة محال الكباب وأكل المشاوى والروائح الجميلة التى تنبعث منها. وتعالوا بنا فى جولة سريعة على بعض الاتحادات ومنها على سبيل المثال اتحاد التنس الجديد والذى استبشرت خيراً بانتخابه فعلى رأسه لأول مرة سيدة وهى ظاهرة جديدة لم تحدث فى مصر من قبل ولكن يبدو أن أحلامى ذهبت أدراج الرياح فالاتحاد الجديد لا هم له سوى التنكيل بإسماعيل الشافعى الاسم الوحيد الذى نعرفه فى سماء هذه اللعبة، والتى لم نر لاعباً واحداً يمثل مصر فيها عالمياً باستثناء الشافعى، فهو الوحيد الذى شارك فى كل المسابقات التى نراها فقط على شاشات التليفزيونات العالمية لأنها الوحيدة التى تنقل لنا هذه البطولات لأنها باختصار أكبر من الإمكانيات الحالية للتليفزيون المصرى ومع ذلك فالشافعى يجاهد للحصول على موافقة اتحاد التنس الحالى للترشيح للجنة الأوليمبية المصرية! أى والله يرفض اتحاد التنس المصرى الموافقة على ترشيح الشافعى لعضوية اللجنة الأوليمبية ومع ذلك نحاول إيهام الناس بأن الكل يعمل لصالح اللعبة والعودة للبطولات من جديد على أمل أن يخرج لنا إسماعيل شافعى جديد فى التنس! وبعيداً عن التنس نلقى نظرة على اتحاد اليد والذى جاء خلفاً لأعظم رئيس اتحاد فى تاريخ مصر وهو حسن مصطفى الرجل الذى دفع بيد مصر إلى العالمية، ووصل هو الآخر إلى منصب رئيس الاتحاد الدولى للعبة ليصبح محل احترام الجميع ولكن لخلاف بينه وبين حسن صقر انهالت الأقلام طعناً فى الرجل واكتفى الاتحاد الحالى بمباركة كل من يكتب ويشكك فى أمانة ونزاهة حسن مصطفى، بل زادوا على ذلك باتهامه بأنه السبب الرئيسى فى وكسة كرة اليد فى مصر وطبعاً لم ينس أعضاء الاتحاد الجديد أن ينشروا «كام خبر» فى الصحف بأنهم سيكرمون حسن مصطفى على دوره فى تدمير عقد أبناء كرة اليد فى مصر والأمثلة كثيرة وهى نموذج صارخ للفشل الإدارى فى مصر فالكل ينتقم من الكل ونحن فقط بارعون فى الكلام والتبريرات ولدينا القدرة على إيهام البعض بأننا أبطال الأوليمباد السابق والقادم وأنه لا مشكلة على الإطلاق وبالفعل لا توجد مشكلة لأنه أصلاً لا يوجد نظام. * * * زيارة خاطفة إلى تونس أشعرتنى بالسعادة والراحة وأيضاً القلق أما السعادة فمصدرها هذا الحب والاحترام الكبير لمصر وأهلها وتأكد لى أن ماتفسده السياسة قد يصلحه مشاعر الناس، فعلى مدى يومين لم أر أحداً يتكلم عن مصر إلا بكل الحب، وشعرت بأننا نعيش فى قلوب كل الأخوة التوانسة الأعزاء أما الراحة فمصدرها هذا التكريم الذى حصلت عليه من التليفزيون التونسى ورغم أننى لا أحب أن أكتب أو أتحدث عن نفسى ولكنى وجدت فيها تكريماً للإعلام المصرى كله ووسط هذا الكم الرهيب من التنافس مع القنوات الفضائية صاحبة الإمكانيات الكبيرة ولكنها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنه مهما كانت التحديات سيبقى للجهد والعرق مكانه وسط هذا التنافس وأننا لو اجتهدنا وفكرنا فى أن الإعلام رسالة تقوم على الاحترام والالتزام فسننجح مهما بلغت درجة المنافسة وأما القلق فكان مصدره أننى حضرت مباراة نهائى اتحاد شمال أفريقيا بملعب رادس بين الترجى وشبيبة بجاية الجزائرى وبقدر استمتاعى بمستوى المباراة بصرف النظر عن فوز الترجى بها بقدر الانزعاج الذى أصابنى عقب إطلاق الحكم صفارة النهاية فالجمهور الذى كان مثالاً طوال المباراة للانضباط والاحترام والتشجيع الرائع، إذا به يتحول فى لحظة إلى النقيض فظهرت الصواريخ فى الملعب واشتعلت الهتافات ضد النجم الساحلى والصفاقسى والأفريقى واغضمت عينى للحظات لأعود بالصورة إلى استاد القاهرة أو الإسماعيلية فى إحدى المباريات الجماهيرية لأجد أنها صورة طبق الأصل مما حدث فى ملعب رادسبتونس ولما سألت عرفت أن ظاهرة الألتراس دخلت مصر بسبب علاقة مشبوهة بين بعض جماهيرنا المهووسة وبعض الجماهير التونسية وذلك على هامش لقاءاتنا مع الفرق التونسية فى البطولات الأفريقية لذلك أصابنى الرعب من أن يذهب بعض هؤلاء المهوسيين إلى دول أخرى أشد إيذاء وتهوراً مثل إيطاليا مثلاً والتى يذهب المئات سنوياً ضحايا التعصب والهوس والألتراس نتيجة إدمان الكحول والمخدرات فى المدرجات لذلك انبه وأحذر من جديد الجميع وعلى رأسهم رجال الأمن من التراخى فى التصدى لظواهر التصعب وأتمنى أن أرى ردود أفعال من إدارات الأندية ليتساهم معنا فىالقضاء على هذه الظاهرة قبل أن تصل إلى القتل وتفشى الإدمان.