تعتبر أكثر النساء تأثيراً فى تاريخ حكومات الولاياتالمتحدة، بصفتها وزيرة للخارجية الأمريكية، وصديقة مقربة من الرئيس الأمريكى، المنتهية ولايته، جورج بوش، وأكثر المؤتمنين على أسراره، ولعلها أيضاً إحدى أشهر النساء السود فى العالم أجمع. تبوأت كوندوليزا رايس منصب وزيرة الخارجية، فى 26 يناير 2005 بعد استقالة كولن باول وزير الخارجية الأسبق، وبعد توليها منصب مستشارة الأمن القومى للرئيس، وبعد قيامها بمهام متعددة بصفتها باحثة، وأستاذة جامعية، ومديرة للجامعة، ومستشارة فى السياسة الخارجية، مما أبعدها عن مسقط رأسها بيرمنجهام فى ولاية ألاباما إلى دنفر فى كولورادو، وإلى بالو ألتو فى كاليفورنيا، ثم إلى البيت الأبيض، وكل ذلك وهى لما تزل فى سن ال50. ولدت رايس فى 14 نوفمبر 1954 فى بيرمنجهام، وهى المدينة التى كانت تسودها قواعد الفصل العنصرى، ونشأت فى الحى الحديث والمتطور من المدينة، وهو الحى الذى كانت تسكنه طبقة متوسطة من السود. أطلق والدا رايس، المدرسان المحبان للموسيقى، عليها اسماً مشتقاً من صفة للموسيقى هى كوندوليزا، والتى تعنى «عذبة». تعتبر قصة تسلق رايس سلم التفوق، سيرة ملهمة للجميع بغض النظر عن الاعتبارات السياسية، على الرغم من أنها اعترفت بأنها لم تحقق بعض الأهداف التى حددتها لنفسها لكنها أكدت أنها «واثقة من أن التاريخ سينصفها فى نهاية المطاف». كما قررت رايس العودة فى نهاية يناير الجارى إلى جامعة ستانفورد قرب سان فرانسيسكو، فى كاليفورنيا، حيث ستسترد وظيفتها فى مركز الأبحاث «هوفر انستيتوشن» المتخصص بالعلاقات الدولية. وقالت «سأؤلف كتابا فى السياسة الخارجية وهو أمر يجب على كل وزير للخارجية فعله على ما أعتقد».