بعد 3 أسابيع من القصف الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى 1139 وتجاوز عدد الجرحى 5150، وأعلنت إسرائيل أن الحرب فى غزة «دخلت فصلها النهائى»، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الحكومة الإسرائيلية إلى التفكير فى «وقف لإطلاق النار من جانب واحد»، واعتبر الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن «الساعات المقبلة ستكون حاسمة» فى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف أن إسرائيل تأمل فى أن تكون نهاية الحرب قد اقتربت، مشيرا إلى وجود الكثير من الجهود الدبلوماسية مع استمرار الضغط العسكرى على حماس. وأعلنت إسرائيل تعليق عملياتها العسكرية فى القطاع، بدءا من الساعة 10صباحا حتى الثانية بعد الظهر ل«إفساح المجال أمام نقل المساعدات الإنسانية»، ورغم ذلك أكدت مصادر صحفية انتهاك إسرائيل تلك الهدنة. وبعد محادثاته مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض فى مدينة رام الله بالضفة الغربية، قال الأمين العام للأمم المتحدة «لقد أصبحنا قريبين جدا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار»، وحث إسرائيل على وقف إطلاق النار من جانب واحد. وأعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن «الساعات المقبلة ستكون حاسمة» بالنسبة للمحادثات، التى تهدف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأضاف فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير إن مهمة الأخير فى المنطقة تتركز على «وقف فورى لإطلاق النار». وتزامن ذلك مع استمرار القصف الإسرائيلى، حيث ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 1136 بعد انتشال جثث23 فلسطينيا من تحت الأنقاض فى حى تل الهوى، وقال الطبيب معاوية حسنين، مدير عام قسم الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية، إن عدد المصابين ارتفع أيضا ليصل إلى 5150، مشيرا إلى أنه من بين الشهداء 367طفلا و105سيدات و110من كبار السن إلى جانب 14مسعفا و4 صحفيين و5من الأجانب، ومن بين الجرحى هناك 350 فى حالة خطيرة. وقال المركز الفلسطينى لحقوق الإنسان إن قرابة 698 (65%) من الشهداء من المدنيين. وبعد قصف مستشفى «القدس» تم نقل عدد من المرضى إلى مستشفى «الشفاء» فى غزة وكان المستشفى يعالج قرابة 500 مريض، بخلاف لجوء 600 مدنى من سكان منطقة تل الهوى إليه. وفى غضون ذلك، استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية مجموعة من الأطفال فى حى الشابورة بمدينة رفح، مما أدى إلى استشهاد طفل فلسطينى وإصابة 3 آخرين. كما استشهد فلسطينى متأثرا بجروح أصيب بها قبل أيام فى غارة على خان يونس التى قال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلى استهدفها مجددا صباح أمس بقصف بالقنابل الفسفورية، فيما تراجعت الدبابات من حى تل الهوى الذى كانت توغلت فيه أمس. وأفاد شهود عيان أن الجيش الإسرائيلى انسحب فجراً من «تل الهوى»، مخلفا دمارا فى البنية التحتية والمبانى، بينما تمركزت الدبابات خارج التجمعات السكنية على أطراف الحى، واستمرت تطلق بين الفينة والأخرى قذائف المدفعية ونيران الرشاشات باتجاه الحى. وقال شهود إن الطيران الحربى الإسرائيلى قام بتقطيع الطرق الرئيسية للحى من خلال قصفها بقنابل وأحدث حفراً عميقة لا يستطيع أحد أن يتنقل عبرها بينما قامت الجرافات العسكرية بإغلاق بعض الطرق بالسواتر الترابية. وأكد سكان فى الحى اعتقال عشرات من المواطنين على يد الجيش الإسرائيلى واقتيادهم إلى جهة مجهولة وتفتيش عشرات الأبراج والمنازل التى كان يعتليها قناصة. وأعلن الجيش الإسرائيلى أنه شن خلال ليلة الخميس- الجمعة 40 غارة على قطاع غزة. وقالت مصادر إسرائيلية إن طائرة «إف 16» استهدفت مركز شرطة فى مدينة خان يونس ودمرت المبنى المكون من 5طوابق، كما استهدفت المدفعية 3منازل فى نفس المنطقة ودمرتها بالكامل. وإثر استهداف القيادى بحركة حماس وزير الداخلية فى الحكومة المقالة سعيد صيام، أعلنت كتائب القسام فى بيان لها إن «دم صيام لن يذهب هدرا وأن استشهاده سيشكل وقودا وزادا أمام مقاومتنا للاحتلال» وأكد البيان أن «القائد سيخلفه 1000 قائد»، وتعهد بمواصلة «التمسك بالجهاد والمقاومة»، مشيرة إلى أن الرد سيكون بالأفعال لا الأقوال». ونعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صيام الذى اغتالته طائرات إسرائيلية وتوجهت بالعزاء إلى عائلة صيام وإخوته مطالبة بإنهاء «العدوان» وحماية الشعب الفلسطينى من «المجازر وإرهاب الدولة الذى تمارسه إسرائيل»، بينما شيع مئات الفلسطينيين جثمان صيام وابنه وشقيقه. وعلى الجانب الآخر، أعلنت لجان المقاومة الشعبية فى بيان لها استشهاد 3من مقاتليها فى غارة جوية إسرائيلية شمالى مدينة غزة، وأعلنت كتائب القسام قصف مستوطنة «مفتاحيم» بصاروخين محليى الصنع. وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين أن مقاتليها استهدفوا دبابة إسرئيلية فى منطقة تل الهوى. فى غضون ذلك، قال مركز الإحصاء الفلسطينى إن الدمار الناتج عن الهجمات الإسرائيلية يكلف 1.4مليار دولار على الأقل، وأضاف إن 20 ألف مبنى سكنى لحقت بها أضرار منها 4000 دمرت كليا، بالإضافة إلى 18مدرسة ومبان جامعية وطرق وجسور وخطوط للكهرباء وأنابيب المياه والصرف الصحى. وتزامن ذلك مع فرض القوات الإسرائيلية قيودا على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى فى مدينة القدس لصلاة الجمعة، وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن قواته ستفرض قيودا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى وستسمح فقط للرجال الذين يحملون بطاقة هوية إسرائيلية ممن تتجاوز أعمارهم ال45 عاما بالوصول إلى المسجد، مؤكدا نشر الآلاف من رجال الشرطة وحرس الحدود فى شرق المدينة وفى محيط المسجد الأقصى لمنع أى احتجاجات قد ينظمها المصلون ضد ما يجرى فى غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلى إغلاق الضفة الغربية يومى الجمعة والسبت فى وقت دعت فيه حركة حماس إلى تحويل يوم الجمعة إلى «يوم غضب» جديد مع مظاهرات معادية لإسرائيل، وطالبت حركة فتح المواطنين بالمشاركة فى المظاهرات، التى اندلعت فى عدة قرى ومدن بالضفة الغربية.