شهد الاجتماع المشترك للجان الشؤون العربية والدفاع والأمن القومى والعلاقات الخارجية بمجلس الشعب، أمس، مشادات وتبادلاً للاتهامات بين نواب الحزب الوطنى ونواب الإخوان بسبب أحداث غزة، ولم يخرج بأى جديد سوى صيغة الاتهامات بين الأعضاء. ودافع نواب الوطنى عن سياسات النظام فى التعامل مع الأزمة، وقال الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، إن هناك تعتيماً على حجم المساعدات التى تدخل إلى غزة، مشيراً إلى أن معبر رفح مفتوح من جانب مصر فى محاولة لوقف نزيف الدماء. وأضاف النائب سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية، أن هناك الكثير من المزايدين يدقون طبول الحرب أمام الميكروفونات، واتفق معه النائب إبراهيم الجوجرى، منتقداً كل من صور مصر على أنها خائبة، وقال إن دور مصر هو الذى وصَّلنا لاتفاق الهدنة، وهنا حدثت مشادات عندما تدخل النائب حسين الشورى، قائلاً: «اتقوا الله وتوقفوا عن المغالطات»، وتضامن معه النائب سيد عسكر، مؤكداً أن الإسلام هو الذى يوحد الأمة، وأن الإسلام أولاً ثم مصر، وهنا اعترض الدكتور مصطفى الفقى وقال بانفعال شديد: «لا .. مصر أولاً». وقال النائب مصطفى بكرى إن شعار مصر لا يتناقض مع الإسلام، وحذر من أن يضع نواب الحزب الوطنى أنفسهم فى موقف يدافع عن العدوان، وتابع: «خاطئ ولا علاقة له بالسياسة كل من يتصور أن إسرائيل تقوم بهذا العدوان بسبب الصواريخ التى تطلقها حماس». وطالب أحمد أبوعقرب، نائب الوطنى، بعدم التشكيك فى رموز مصر، مشيراً إلى أن هناك مسافة كبيرة بين عاطفة الشارع والعقل، وشن هجوماً حاداً على سوريا وقناة الجزيرة، وقال: «الرأى العام فى مصر يؤيد مبارك فى عدم توريط مصر فى حرب». وهنا تدخل النائب الإخوانى على لبن: «إذا كنا قد أخذنا سيناء بالحرب، فلماذا نريد أخذ غزة بالمهاترات». وطالب النائب سيد عسكر «إخوان» بالصدق مع النفس لحل تلك الأزمة، ووجه الشكر للرئيس الفنزويلى بعد طرده السفير الإسرائيلى، وهنا تدخل نواب الوطنى، قائلين: «اشكر الرئيس مبارك»، فرد عسكر قائلاً: «اطرد السفير واقطع الغاز.. شافيز يعرف معنى إرضاء شعبه، أنا حييت الرئيس مبارك عندما قال فى مرة سابقة إنه لن يقبل تجويع الشعب الفلسطينى، لكننى أسأل: هل تجويع الشعب الفلسطينى جريمة وقتلهم ليس جريمة؟». من جانبه، قال الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون النيابية والقانونية، إنه لا يمكن لأى إنسان عاقل مقارنة ما فعلته مصر لفلسطين بأى دولة أخرى، مؤكداً أنه ما كان سيصدر قرار مجلس الأمن الأخير إلا بالجهد المصرى. وأضاف: «الرئيس أبومازن أبلغنى بأن 90٪ من المساعدات دخلت عن طريق مصر، كما أننا طلبنا من الصليب الأحمر الضغط على إسرائيل لتأمين معبر رفح لتوصيل المساعدات». واعتبر أن قرار مجلس الأمن من أفضل القرارات التى صدرت لصالح القضية الفلسطينية، لأنه اعترف بغزة كجزء من فلسطين.