بينما يقترب إعلان أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية المانحة لجوائز الأوسكار عن المرشحين للفوز بجوائزها هذا العام خلال الأيام القليلة المقبلة، تنافس النقاد الأمريكيون لإعلان توقعاتهم حول هؤلاء المرشحين، الذين تصدرهم الممثل الأسترالى الراحل «هيث ليدجر» الذى توفى فى يناير الماضى إثر جرعة مخدرات زائدة، وأجمع النقاد على استحقاقه نيل جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم «الفارس الأسود» - أحدث أجزاء سلسلة «باتمان» - حيث جسد شخصية «الجوكر»، الذى يتصارع مع الرجل الوطواط. الفيلم نفسه، الذى تجاوزت إيراداته نصف المليار دولار حتى الآن فى أمريكا فقط، يتوقع النقاد أن يترشح عنه بطله «كريستيان بيل» لجائزة أوسكار أفضل ممثل، ولعب «بيل» شخصية الرجل الوطواط أحد الأبطال الخارقين، الذين قدمتهم هوليوود فى سلسلة سينمائية مأخوذة عن الكتب المصورة (الكوميكس) حققت نجاحاً كبيراً تعاقب على تقديمها عدد من الممثلين منهم «جورج كلونى» و«مايكل كين»، الفيلم نفسه رشح من قبل عدد من النقاد لأوسكار أفضل فيلم مؤكدين أنه فيلم متميز فنياً رغم أن البعض قد يتعامل معه على أنه مجرد فيلم عن بطل خارق. «الرجل الحديدى» شخصية أخرى لبطل خارق قدمت مغامراته فى الكتب المصورة، وتم تحويله إلى شاشة السينما أيضاً، ويرشح بعض النقاد بطله «روبرت داونى جى آر» لأوسكار أفضل ممثل. وتعليقاً على تكهنات النقاد حول ترشح عدد من الممثلين ممن جسدوا شخصيات الأبطال الخارقين لجوائز الأوسكار هذا العام قال كيفين فيجى «رئيس استديوهات مارفل» - التى أنتجت أفلاماً، أبطالها خارقون : لقد ازداد وعى الجمهور بالجهد المبذول فى هذه الأفلام، خاصة هذا العام بعد النجاحين الفنى والتجارى اللذين حققتهما هذه الأفلام، ولم يعد تقديم هذه الشخصيات مقصوراً على ممثلى الدرجة الثانية، بل أصبح الأمر كما كان عليه حين قدم «مارلون براندو» و«جين هاكمان» فيلم «باتمان» عام 1978، وأصبح النجوم الشباب يسعون لتقديم هذه الشخصيات ولا يتهربون منها أو يعتبرونها مجرد صراع تقليدى بين الخير والشر، كما كان رأيهم فى السنوات الأخيرة. واللافت أن ترشيحات النقاد الأولية للفائزين بجوائز الأوسكار لهذا العام انصبت غالبيتها على عدد كبير من الممثلين ممن جسدوا شخصيات حقيقية، حيث يعد «شون بن» من أقوى المرشحين هذا العام لأوسكار أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «ميلك»، الذى يجسد خلاله شخصية «هارفى ميلك» أول شاذ أمريكى يحصل على وظيفة حكومية عام 1970، وأيضاً «فرانك لانجيلا» عن فيلم «فروست - نيكسون» الذى جسد خلاله شخصية الرئيس الأمريكى الأسبق «ريتشارد نيكسون» خلال لقاء تليفزيونى جمعه بالمذيع الإنجليزى «ديفيد فروست» كشف خلاله عن ملابسات فضيحة «ووتر جيت»، التى كانت وراء تقديمه استقالته، و«جوش برولين» عن فيلم «W» الذى جسد فيه شخصية الرئيس الأمريكى السابق «جورج دبليو بوش»، و«بينوسيو ديل تورو»، الذى جسد شخصية المناضل الأرجنتينى «أرنستو تشى جيفارا» فى فيلم «تشى» والذى حصل على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان «كان» فى مايو الماضى عن هذا الدور. كما رشح «ريتشارد جينكيز» عن فيلم «الزائر» والذى تصدر ترشيحات جوائز نقابة الممثلين، ويجسد خلاله دور أحد المسنين الذى يرتبط بعلاقة صداقة مع زوجين يضطران للعيش فى منزله، وربما تقديم «براد بيت»، شخصية المسن بإتقان رغم أنه شاب دفع النقاد لترشيحه عن فيلم «الغريب فى حالة بنيامين باتون»، إلى جانب ترشيح كل من المخضرم «كلينت إيستوود» عن «جران تورينو»، و«مايكى رورك» عن «المصارع»، و«ليوناردو دى كابريو» عن فيلم «الطريق الثورى»، و«ويل سميث» عن «7 جنيهات». ويعد «أستراليا» من أقوى الأفلام المرشحة هذا العام لأوسكار أفضل فيلم، وهو دراما اجتماعية رومانسية بطولة «نيكول كيدمان» و«هيو جاكمان»، إلى جانب أفلام «الغريب فى حالة بنيامين باتون» و«ميلك» و«الطريق الثورى» و«فروست - نيكسون»، و«الاستبدال» الذى أخرجه «كلينت إيستوود» و«الفارس الأسود - باتمان» و«التحدى» بطولة «دانييل كريج» و«ليف شريبر» والذى يتناول انضمام ثلاثة أشقاء يهود للجيش الروسى لمقاومة النازية خلال الحرب العالمية الثانية، و«المليونير المتشرد» الذى يتناول قصة شاب هندى يحاول الاشتراك فى النسخة الهندية من برنامج «من سيربح المليون» ليتزوج من حبيبته. وفى فئة أفضل ممثلة يرشح النقاد «ميريل ستريب» عن فيلم «الشك» الذى تجسد فيه دور راهبة فى الستينيات من القرن الماضى ترفض التصديق بأن العالم من حولها تغير، إلى جانب كل من «سالى هوكينز» عن «السعيد يكون محظوظاً» و«أنى هاثاواى» عن «راتشيل تتزوج» و«ميليسيا ليو» عن «النهر المتجمد»، و«كيت بلانشيت» عن «الغريب فى حالة بنيامين باتون»، و«كيت ونسليت» عن «الطريق الثورى» و«أنجلينا جولى» عن «الاستبدال»، و«كريستين سكوت توماس» عن «أحببتك طويلاً» و«كيت بيكنسال» عن «لاشىء غير الحقيقة»، و«إيما طومبسون» عن «الفرصة الأخيرة يا هارفى».