تأثر الفن المصرى بالعدوان على غزة، حيث عطل بعض المشاريع الفنية، التى أصر أصحابها على التأجيل تضامنًا مع أهالى الضحايا. أول خطوة اتخذها أشرف زكى، بصفته رئيس البيت الفنى للمسرح، رئيس الهيئة العربية للمسرح هى تأجيل افتتاح فعاليات مهرجان المسرح العربى فى دورته الأولى، التى كان مقررًا إقامتها فى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فى الفترة من 10 إلى 15 من الشهر الجارى، وهو المهرجان الذى اتفق على أن يقام كل عام فى دولة عربية مختلفة. وبعد الانتهاء من جميع التجهيزات الخاصة بالمهرجان، فاجأ أشرف زكى الجميع وأجل المهرجان إلى أجل غير مسمى تضامنًا مع ضحايا غزة وما يتعرضون له من مذابح وتدمير وتشريد من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، كما ألغى زكى رئيس البيت الفنى أيضًا عرضين كان من المقرر افتتاحهما وهما: «يا دنيا يا حرامى»، و«الأميرة والتمثال».. وأكد أشرف زكى أنه تم تأجيل المهرجان إلى أجل غير محدد لحين انتهاء الأزمة التى تمر بها غزة، وقال: من غير المعقول أن نحتفل هنا فى القاهرة بمهرجان عربى وإخواننا العرب فى غزة يموتون تحت أقدام الجيش الإسرائيلى، الذى يرفض حتى مجرد الهدنة الإنسانية، وفكرة المهرجان جاءت من البداية لتقوية الروابط بين الدول العربية ومؤازرة بعضها البعض فى وقت الشدة وبالتالى إقامة المهرجان فى هذا التوقيت مستحيلة. وأضاف زكى: قرار التأجيل جاء بعد اجتماع اللجنة العليا للمهرجان فى وجود الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة وهو راعى المهرجان وذلك تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وتم إخطار جميع الدول العربية المشاركة فى المهرجان بهذا التأجيل الذى لاقى ترحيبًا من الجميع، كما تم وقف بروفات مسرحية «شمشون ودليلة» المشاركة ضمن فعاليات المهرجان بعد أسبوعين من بدء بروفاتها على المسرح العائم لحين تحديد موعد آخر للمهرجان. «شمشون ودليلة» من تأليف الشيخ سلطان القاسمى وإخراج الدكتور أحمد عبد الحليم والمشارك بها مجموعة كبيرة من الفنانين العرب هم عبير صبرى من مصر فى دور «دليلة»، وفتحى الهنداوى من تونس فى دور «شمشون» وزهير الثوبانى من الأردن فى دور «صامويل»، وأحمد الجاسمى من الإمارات فى دور «شاؤول»، وباقى الشخصيات من فرقة الشيخ القاسمى المسرحية. وقال زكى: تضامنًا مع الأحداث الوحشية فى غزة اختارت الهيئة العربية للمسرح مسرحية «شمشون الجبار» لتكون عرض افتتاح المهرجان لأنه يتناول القضية الفلسطينية من بدايتها، فالعرض يؤكد أن الفلسطينيين هم الذين كانوا يحكمون اليهود منذ 122 سنة قبل الميلاد، ومنذ ذلك الوقت يطرح السؤال: ماذا حدث اليوم، ولماذا توقف الزمن؟ وتنفى المسرحية فكرة وجود اليهود فى المنطقة ككيان حاكم فهم كانوا قلة يحكمهم الفلسطينيون فضلا عن أن العرض يحتوى على مادة سينمائية سيتم تصويرها من قلب الواقع فى فلسطين تأكيدًا لأحداث المسرحية. وأضاف زكى أنه تم تأجيل مسرحية «يا دنيا يا حرامى» للمخرج هشام عطوة بعد انتهاء جميع البروفات الخاصة بها، والتى كان من المقرر افتتاحها الأسبوع الماضى، وكذلك مسرحية «الأميرة والتمثال» للمخرج محمد كشك، التى كان من المقرر تقديمها للأطفال على مسرح «متروبول» وذلك تضامنًا مع أحداث غزة، التى أربكت كل الخطط المسرحية. وأوضح زكى أن جمهور المسرح والتليفزيون انساق وراء نشرات الأخبار لمتابعة تطورات الوضع فى غزة وابتعد عن مشاهدة العروض المسرحية والأعمال التليفزيونية. ودعا زكى الفنانين فى مختلف دول العالم إلى القيام بواجبهم تجاه الفلسطينيين، الذين يواجهون الدمار والقتل من عدو لا يرحم.