ناموا.. ثمة هدوء الآن.. يا الله: كيف توقف هذا الصخب؟ لا صراخ بعد اليوم ولا أصوات انفجارات، لن تروا بيوتاً تتهدم من جديد، لن تبصروا الدم يتدفق من يمين ومن شمال بينما فضول طفولى يستبد بكم لرؤيته، وخوف بشرى من مهابة مشهده، وترقب ساكن فى انتظار أن يأتى عليكم "الدور" فتتقدموا إلى مذبح الشهداء مستسلمين لطبيعة دوركم، ومهمتكم الجليلة فى رى عطش إسرائيل. ناموا.. وهذه المرة إلى الأبد.. أغمضوا عيونكم للمرة الأخيرة.. قدموا حياتكم قرباناً لتحيا إسرائيل.. موتوا لتعيش إسرائيل اليوم.. ويموت غيركم لتعيش إسرائيل غداً.. ويموت آخرون لتعيش إسرائيل بعد غد.. ليبقى الموت كل يوم وكل شهر وكل عام مادامت إسرائيل على قيد الحياة. ناموا.. نومكم مريح للجميع.. ستنقل «الجزيرة» صوركم لتبيع شاشتها وتضمن تقطيع قلوب المحزونين والتفافهم حولها.. سترفع «حماس» الصور لنبكى ونتظاهر ونحتج وتكسب هى الشارع.. سيشير نجاد ونصرالله وبشار إلى صورتكم الحزينة وهم يسبون ويلعنون.. يشيدون بصمودهم وبطولتهم ويلعنون تخاذل وتواطؤ الآخرين.. سيلقى عليكم الحكام العرب «النظرة الأخيرة» ويصدرون بيان إدانة ويعربون عن خالص تعازيهم لأبوكم المكلوم، وفى آخر الليل ينامون نومة غير أخيرة، وقد حصل كل منهم على فتوى «خصوصى» تغسل ضمائرهم إلى حين. ناموا.. أيها «الإرهابيون» الصغار.. قد أراحتكم إسرائيل مبكراً.. ماقيمة أن تنتظروا الموت غداً وهو متوفر اليوم.. ألا تعرفون أن الموت ملاقيكم طالما أنتم على هذه الأرض.. وأن «ال إف 16» فى حاجة دائمة للوقود. ناموا.. واشكروا إسرائيل أن «رحمتكم» من الحياة بيننا.. هونوا على أبيكم المكلوم ألا يحزن لأنكم هناك فى حياة أخرى بلا إسرائيل ولا فتح وحماس ولا إيران ولا عرب الاعتدال وعرب الممانعة ولا واشنطن ومجلس الأمن.. ومن المؤكد أن ذلك أفضل جداً. ناموا.. وادعوا لنا أن ننام ف «نصحو».. أو ننام إلى الأبد. [email protected]