ما حدث فى مباراة الأهلى والاسماعيلى مساء أمس الأول يجب ألا يمر مرور الكرام.. وإلا فإننا سنجد قريبا ملاعب كرة القدم لدينا، وقد تحولت إلى ساحات للبلطجة والمشاجرات الدموية، يسقط فيها عشرات القتلى والجرحى، وتتضاءل إلى جوارها كوارث الطرق المصرية والمعارك الدموية للعائلات المفترية فى دلتا مصر وصعيدها.. كنا قبل سنوات قليلة نتحدث عن سلوكيات سيئة وشتائم وقذف بالزجاجات والمقاعد لدى بعض فئات جماهير أندية مثل المصرى والإسماعيلى.. كان الشغب يمارس بشكل عشوائى وفجائى وعفوى وتتدخل الجهات المسؤولة ومجالس إدارات الأندية وتفرض العقوبات وتهدأ الأمور شهورا ثم تعود من جديد على ذات المستوى.. ولكن منذ عدة شهور اختلف الأمر وأصبحنا نسمع ونقرأ ونشاهد ونتابع عبر الإنترنت روابط لمشجعى فرق مثل الأهلى وغيره لا تخفى نزعتها العدوانية وممارساتها العنيفة وسلوكياتها الشاذة فى تشجيع فرقها ومواجهة باقى الفرق.. وهذا أمر خطر للغاية، يبدو أنه تم تركه عمدا أو بإهمال يصل الى حد العمد لأغراض مقصودة من جانب الأندية وآخرين يسعدون و«يسترزقون» من النشاط الجاهل لهذه الروابط.. لا يمكن إعفاء أحد مما حدث مساء السبت، وقد شاهدنا جميعا كيف ألقيت الألعاب النارية الخطرة على الملعب من الجانبين: جمهور الأهلى وجمهور الإسماعيلى، ثم قذفت جماهير الإسماعيلى بالزجاجات والمقاعد على بدلاء ومدربى الأهلى.. ثم احتك بعض جمهور الأهلى بعدد من لاعبى الإسماعيلى بخاصة إبراهيم سعيد، وحاولوا الاعتداء عليه ثم الهتافات البذيئة وإلقاء المقاعد وتحطيم مدرجات الإسماعيلى من جانب جمهور الأهلى. هذا ما حدث وما شهده الجميع على شاشات التليفزيون، وقد عجبت كثيرا مما فعله بعض مشجعى الأهلى فى عقر دار الإسماعيلى.. وقد كانت أعداد كبيرة من مشجعى الأهلى تحجم قبل سنوات عن الذهاب خلف فريقها إلى الإسماعيلية أو بورسعيد، خشية تعرضها للاعتداء والأذى الذى يكون أقله الشتائم وتحطيم نوافذ السيارات والأتوبيسات.. لكن يبدو أن الوضع اختلف الآن.. فالروابط الجديدة لا تخشى أحدا، بل يجب أن يخشاها الجميع.. يجب أن يخشى الجميع الضرب والحرق، ولا أريد أن أقول «القتل» من جانب هذه الروابط الجديدة.. والاعتداء لن يكون مصير جماهير الفرق الأخرى فقط، بل أيضا مصير من ينتقد الروابط أو يرفضها. لا أعفى أحدا، والمسؤولية فى رقبة الجميع، وفى المقدمة منهم النادى الأهلى الذى يفاخر بتاريخه ومثله وقيمه، ولذا فإننا ننتظر من إدارة النادى أن تتبرأ بشكل كامل من سلوكيات هذه الجماهير، وأن ترفض مثل هذه الروابط، وأن يكون لها وقفة قوية ضد البلطجة، وهو الأمر الذى نطلبه أيضا من النادى الإسماعيلى والنادى المصرى، وغيرهما من الأندية الكبيرة، فلا تقرب العناصر المعروفة بشغبها ولا تسهل مهمة الروابط أو الأشخاص المعروفين بسلوكياتهم السيئة فى تشجيع فرقها.. ولا أريد أن أصدق ما يقال إن بعض هذه الأندية يرحب بشغب و«فتونة» المشجعين ليكونوا دعما لها عند اللعب خارج أرضه. وكلمة أخيرة لمن يصب الزيت على النار كثيرا.. بعض الصحف الرياضية والبرامج التحليلية فى القنوات الفضائية: رويدكم.. قليلا من الهدوء.. والحماسة.. نعرف أن المنافسة صعبة، ولكن لا أحد يحب أن يوجه لأحدكم يوما تهمة التحريض على الشغب فى الملاعب. [email protected]