السيدة سهير عبدالقادر، نائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، غاضبة للغاية، وتقول فى اتصال منها، صباح أمس، إن لها عندى حق عرب.. أما السبب فهو أنى كتبت فى هذا المكان، أتساءل: عما إذا كانت رعاية رجل الأعمال محمد نصير للمهرجان، هذا العام، لوجه الله، أم لغير وجه الله، وعما إذا كان سوف يضع اسمه، ومجال عمله، وميادين أنشطته، كرجل أعمال، على مطبوعات وأوراق المهرجان، على سبيل الدعاية أم لا؟! هى تقول إن المهندس نجيب ساويرس كان قد رعى المهرجان خلال العامين الماضيين، ولم يكن له أى طلب فى مقابل رعايته، وقد أنفق على المهرجان، طوال عامين، دون أن يكون له أى رغبة، فى أى شىء من وراء ذلك.. وحين «طفش» المهندس نجيب، بسبب هجوم الصحافة عليه، دون مبرر، وقع المهرجان فى أزمة، لأن الحكومة لا تريد الإنفاق عليه، ولا رعايته! ولم يكن للمهندس نصير، حين تقدم هذا العام، أى مطلب مقدماً، ولا كانت لديه أى شروط، أو طلبات، من أى نوع، فقط سوف يوضع اسم «ألكان» كشركة على أوراق المهرجان، وشركة «ألكان» هذه، ليس هو مالكها الأوحد، ولكن لها مائة نشاط ونشاط، ثم إن من حقه أن يضع اسمها ما دام هو الراعى الوحيد! ثم قالت سهير عبدالقادر، دينامو المهرجان، والتى أعرفها منذ كان الراحل سعد الدين وهبة، رئيساً للمهرجان، وكانت هى ذراعه اليمنى.. قالت ما معناه، أنى حين أكتب لا يجب أن أستبق الأحداث هكذا، وأشق عن قلوب الناس، لأتساءل عما إذا كان ما يفعلونه لوجه الله، أو لغير وجه الله.. وأن الله وحده، هو الذى يعلم، ما إذا كان محمد نصير يبتغى وجهه، بما يفعله، أم يريد الترويج، من خلال المهرجان، لأعماله، وتوكيلاته، واستثماراته. وتتساءل: كيف يمكن له، أو لغيره، أن يعمل، أو يقدم شيئاً لبلده، إذا كنا هكذا، سوف نصادر على كل عمل، منذ البداية، رغم أن العمل كله لايزال فى علم الغيب، فلا المهرجان بدأ، ولا محمد نصير قد رعى شيئاً بعد، ولا هو قد دفع مليماً لأعمال المهرجان، حتى الآن! لقد قالوا عن نجيب، وقت أن قرر تكريم اسم نجيب الريحانى، إنه يكرمه لأنه قبطى، وهذا كلام «صغير» لا يجوز أن يقال، لأن الريحانى فى النهاية، قامة فنية مصرية كبيرة، ولا يفكر أى مصرى يستمتع بأعماله، فيما إذا كان هذا الفنان العظيم، قبطياً أو مسلماً، فهو مصرى.. وهذا يكفيه، ويكفى جداً لأن نكرمه، بصرف النظر تماماً عن ديانته! وحين نأتى اليوم والكلام لسهير عبدالقادر فنشق عن قلب راعى المهرجان الجديد، ونقول إنه يسعى إلى الإعلان عن نفسه، ولا يهدف إلى رعاية مهرجان له مكانته بين مهرجانات شتى الدول.. فنحن، بصراحة نجعل كل رجل أعمال يتردد ويخاف من تقديم شىء لبلده، ونجعله يؤثر السلامة، على أن يعمل، فيخطئ، فتتوجه إليه السهام! والحقيقة أنى وجدت فى كلام نائبة رئيس المهرجان منطقاً، وقلت ولا أزال أقول، إنى حين كتبت، لم أقطع بشىء، وإنما فقط تساءلت، وجعلت الكلام فى صورة تساؤل، عن عمد، حتى لا نرمى أحداً بتهمة، دون بينة! ومع كل ذلك نقول: ماشى ياست هانم.. أمرك!!