جاءت قرارات مجلس الجامعة العربية الطارئ، لبحث سبل مواجهة ووقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، أقل من المأمول بكثير بعد أن تخلى المجلس عن اتخاذ مواقف قوية أو تهديدية، تتناسب مع حجم الاعتداءات الإسرائيلية، وبعد أن دعا وزير الخارجية السعودى، سعود الفيصل، إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك للدفاع عن العالم العربى، من المغامرات غير المحسوبة، وردًا على سؤال حول إذا كان ذلك يعنى التلويح بالحرب، قال إن هذا لا يتعلق بالحرب، ولكن المجلس لم يجتمع منذ سنوات، بينما حاول موسى التخفيف من تصريحات الفيصل، مشيرا إلى أن الموضوع طرح لمجابهة قضية قراصنة البحر الأحمر. استغرقت قرارات المجلس الذى انعقد، مساء أمس الأول، بمقر الجامعة العربية ما يقرب من 9 ساعات لإرضاء الأطراف العربية فى ظل ما تعانى منه المنظومة العربية من خلافات أدت إلى مزيد من تكبيل المواقف العربية، وفيما يتعلق بعقد قمة عربية طارئة للنظر فى وقف العدوان الإسرائيلى بناء على دعوة كل من سوريا وقطر واليمن، بموافقة 7 دول أخرى لم يقر المجلس عقد هذه القمة واكتفوا باستمرار التواصل، فيما بينهم بشأن عقد القمة فى حالة عدم استجابة مجلس الأمن للتحرك العربى الهادف لوقف العدوان. اعترف عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، بصراحته المعهودة بعدم رضائه التام عن قرارات المجلس، وقال موسى ردًا على سؤال حول النتائج التى خرج بها الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده موسى وسعود الفيصل، عقب انتهاء الاجتماع «كلنا غير مكتفين بهذا، ولكننا نفعل أقصى ما نستطيع ونتخذ خطوات معينة رغم أنه غير كاف». وكان أبرز ما فى المؤتمر الصحفى دعوة الوزير السعودى إلى ضرورة اجتماع مجلس أعلى للدفاع عن الدول العربية للعمل على حماية المصالح العربية مشددا على ضرورة «بناء دفاع عربى حقيقى متكامل فى جميع القطاعات الجوية والبحرية لحماية العرب من المغامرات، التى اصبحت نكبة على العالم العربى، نتيجة الاستعجال فى دخول معارك لم يستعد لها». وردًا على سؤال حول إذا كان عقد هذا الاجتماع يعنى التلويح بالحرب قال الفيصل إن هذا لا يتعلق بحالة الحرب، ولكن مجلس الدفاع العربى لم يجتمع منذ سنين، ولم يحدد أين مكامن القوة والخطر فى العالم العربى، ولم يفكروا فى العمل المشترك لبناء دفاع حقيقى متكامل فى جميع القطاعات. وأضاف أن هذا ما قرره القادة. أنهم يريدون العمل بجدية ومصداقية حتى يقوم العمل على قواعد متينة تحمينا جميعا من المغامرات التى أصبحت نكبة على العالم العربى وأوصلتنا إلى ما أوصلتنا إليه من رعب ومن الخسائر التى أضعفت دولنا. حاول الأمين العام للجامعة العربية التخفيف من تصريحات الفيصل وقال: إن معاهدة الدفاع العربى المشترك جار الآن إعادة تفعيلها، موضحًا أن هذا الموضوع أثير بصفة خاصة فى موضوع القرصنة وإمكانية تشكيل شركة بحرية عربية والقيام بعمليات سلام عربية، فى إطار إعادة هيكلة للجامعة العربية ومؤسساتها، مشيرًا إلى أن الأمير سعود الفيصل هو من أثار موضوع معاهدة الدفاع العربى المشترك. وأضاف موسى أن إحياء هذه المؤسسات مثل مجلس الدفاع العربى المشترك لا يتعلق فقط بحرب ضد دولة معينة لأن التحديات كثيرة، فأصبح علينا تبعات معينة لصالح أمور كثيرة، من بينها موضوع القرصنة فى أماكن كثيرة من الدول العربية.