من أعجب العلاقات الإنسانية على الإطلاق العلاقة الزوجية. توقفت كثيرًا عند حكمة الخالق العظيم فيها فازداد عجبى!! فكل العلاقات الإنسانية الأخرى تنبع منها وتصب فيها، إذا صلحت صلح سائر جوانب الحياة، وإذا فسدت - لا قدر اللّه - كانت الحياة كئيبة، وإن بدا عكس ذلك. إن السعادة تنبع من بيوتنا وتصب أينما ذهبنا، لا أقول إننا نعيش فى الجنة، ولكن استقرارنا النفسى والعاطفى، هو الذى يجعلنا نحل مشكلاتنا بحنكة، ونتعامل مع أزماتنا بحكمة. فى انتظار رسائلكم... هذه أحبها وهذه أريدها سيدتى الدكتورة الفاضلة المشكلة الأساسية فى العلاقة بينى وبين زوجتى، هى أننى كنت أحب فتاة قبل زواجى، وظللت خاطباً لها لمدة 5 سنوات، ثم حدثت خلافات وفسخت الخطبة دون سبب منى، وإنما لظروف لا يعلمها إلا الله، وقد فقدت مبلغاً من المال، وقد نهبوا الشبكة، التى كنت قد اشتريتها بمبلغ كبير من المال أيضاً، المهم أننى استعوضت ربى وقررت استئناف حياتى وبدأت البحث عن فتاة أخرى، ووجدتها بالفعل هى فتاة من أسرة كريمة، لها أب فاضل، احترم كفاحى وتعبى وبدأت مرة أخرى أعمل ليل نهار كى أكون نفسى من جديد، وأن أخرج من حالة الإحباط التى سيطرت على بعد الخطبة الأولى. المشكلة الآن يا سيدتى أن زوجتى الحالية قد ساعدتنى مادياً ووقفت بجوارى، وقد رزقنى الله منها بابنة جميلة وأشكر الله على ما وهبنى، ولكن زوجتى لا تهتم بنفسها وعصبية لأتفه الأسباب، وعابسة دوماً ولا تهتم بنظافة البيت إلا عندما يأتى زوار، ولا تهتم برغباتى حتى إننى كلما أردت ممارسة حقوقى الزوجية وجدتها عابسة وغير مهتمة بزينتها، حتى إننى أصبحت أمارس العادة السرية حتى أقى نفسى من المحرمات.. المشكلة أننى أريد استمرار الحياة، ولكن زوجتى لا تهتم بى، ولا تريد تعديل نفسها رغم أننى واجهتها بطريق مباشر وغير مباشر.. وبدأ خيال خطيبتى السابقة يداعبنى من جديد، وأقوم أحياناً بالتحدث معها تليفونياً، علماً بأنها لم تتزوج حتى الآن. أنا الآن أقترب من الأربعين، وأخاف من المشاكل، وأخاف أن أجبر على الزواج العرفى المنتشر بشدة هذه الأيام، فماذا أفعل لقضاء رغباتى المشروعة.. وماذا أفعل مع زوجة لا تتنظف إلا كل شهور، ولا تهتم بمظهرها حتى أصبحت لا أطيقها. لا أعرف لماذا يساورنى شعور أن كاتب الرسالة قد حجب بعض الحقيقة، وحجب الحقائق، إنما يحدث إما للخجل منها أو لكسب نقاط أو بالأحرى لعدم خسارة النقاط أمام القارئ أو كاتب هذه السطور أو كليهما.. أقول هذا بسبب كم التناقض الموجود فى سردك تفاصيل حكايتك فمن يقرأ أولها والصورة السلبية التى تحدثت بها عن خطيبتك وأهلها لا يمكن أن يتصور أنها ذات الفتاة التى عدت تتصل بها فى سردك لأحداث الفترة الحالية فى آخر الرسالة.. دعنى يا سيدى أسرد القصة من وجهة نظر أخرى، وكما أعتقد أنها حقيقتها بما فيها التفاصيل الناقصة، أما عن قصة ارتباطك الأول فأنا لا أعرف ملابسات فض الارتباط كما أن خسارتك المادية الفادحة التى تحدثت عنها خسارة واردة بما فى العلاقات الشبيهة من أحداث طوال 5 سنوات مثل الخروج والعزومات والنزهات والهدايا، أما عند فض الارتباط فأنا أتحفظ على كلمة «نهبوا» الشبكة، ولكن الله وحده عنده العلم بدواخل الأمور.. عموماً إنها كانت فترة ومرت بخيرها وشرها وانتهت هذه العلاقة وقررت بداية حياة جديدة. وقد بحثت يا سيدى آنذاك عن عروس بشروط وخلفيات مادية معينة حتى يتسنى لك الزواج دون بذل المزيد من المال، وقد يسر الله لك والد زوجتك الرجل الفاضل، الذى «احترم كفاحك وتعبك» على حد تعبيرك، ومن الواضح أيضاً أنه أعفاك من مصروفات الزواج والتزامات العريس العادية، وقد صدق فيك الالتزام وصعوبة الظروف ووضعك كإنسان تم الاستيلاء على تحويشة عمره من قبل أناس سيئين على حد وصفك لأصهارك السابقين، وأنا أرى أن مصاهرتك رجلاً كهذا هو من فيض فضل الله عليك وتعويضه لك وإتاحة فرصة وفتح باب كبير للسعى لحفظ جميل هذا الرجل فى شكل حسن العشرة مع ابنته وصيانتها وإرضائها وإمتاعها وإسعادها. أما خطؤك الكبير هاهنا يا سيدى السائل، هو أنك سعيت سريعاً للزواج بعد فض الارتباط الأول من ناحية، للانتقام نفسياً من أصهارك وإبلاغهم بشكل عملى أنك تستطيع الارتباط بمن هى أفضل من ابنتهم من ناحية أخرى لتدفع نفسك دفعاً نحو فتاة أخرى بالرغم من أن فتاتك الأولى كانت وقتها لاتزال فى قلبك وعقلك، ومالكة لعواطفك!! وهنا كان خطؤك الأكبر ذاك هو الارتباط بفتاة مع حبك لفتاة أخرى، وذلك فيه ظلم لزوجتك التى تزوجتها لمجرد الزواج ولم تكن لديك رغبة حقيقية فى شخصها كامرأة وربما تصدمك هذه الحقيقة ولكن يا سيدى إن أحاسيس الرجل تصل إلى زوجته.. وبسهولة.. ولذلك فمنذ اليوم الأول شعرت زوجتك أنك زاهد فيها، ومات فيها حماس العروس للزينة وللتجمل أمام زوجها، بل مات حماسها لتجميل بيتها لأن الفتاة فى مراحل زواجها الأولى تستمد الطاقة لكل ما تزعم أنها مقصرة فيه من ابتسامة زوجها، رضاه عنها، ثنائه عليها، كلمات الغزل والمدح التى يغرقها بها، خاصة فى هذه المرحلة من حداثة الزواج، والتى يجب أن تتجلى فيها الصور المختلفة لدلال العروس والذى لا مبعث له إلا عريسها الذى كانت تدخر كل عواطفها ورقتها له فما لبثت أن فوجئت برجل ذى عواطف باردة يعيش معها جسداً بلا روح فوصلنا إلى النهاية المحتومة وهى زهدك فى حياتك مع زوجتك وتصيد الأخطاء لها، حتى اكتملت الحجة فى ذهنك وزين لك الشيطان سوء عملك وامتدت يدك إلى الرف الذى كنت قد وضعت عليه علاقتك السابقة والتقطتها مرة أخرى وعاودت الكرة بالرغم من الكلام المرير الذى قلته فى حق فتاتك الأولى وحق ذويها، ومما شجعكما على ذلك هو أنها لم ترتبط حتى الآن.. يا عزيزى إنك تخون زوجتك وتخون صهرك، وتخون جميله وفضله عليك. وكان من الأجدر بك أن تسعى سعياً مخلصاً عميقاً مطولاً للاقتراب النفسى من زوجتك ولكن ظل شبح حبيبتك الأولى على الرف عند طرف عينك ومجرد هذا الوجود كان كافياً لخفض حماسك للمحاولة للاقتراب من زوجتك، أو بالأحرى كان يقدم لك دائماً «دكة احتياطى» استغنيت بها عن الفرقة الأساسية وتناسيت أن لزوجتك حقاً عليك، بل كل الحق، وأن فتاتك الأولى كانت قصة وطويت. عزيزى.. أفق من غفوتك واقترب من زوجتك واسمع لها واسع لإرضائها فهى تستحق الكثير والكثير وانظر لمستقبل علاقتيك هذه وتلك، الأساسية الآن هى الزواج والوضوح والمستقبل والاستقرار، أما الأخرى فهى السراب والزينة الزائفة هى علاقة ذات تاريخ مشوه ومستقبل مجوف تراجع عن السراب إلى الحقيقة. [email protected] www.hebakotb.net