الذهب.. «فلوس» المصريين المخزونة للأيام الصعبة يهتز فى «الأيام الأصعب»

لا يشترى المصريون الحلى والمشغولات الذهبية لزينة النساء، المرفهون فقط هم الذين يفعلون ذلك، أما العامة فقد اتفقوا شفاهة منذ أزمنة طويلة على منح كل عروسين كنزاً ووديعة يلجآن إليها عندما تضيق بهما الحياة، لذلك يسمى الشعبيون شبكة الزواج «فلوس متشالة».
لكن كنز الفقراء ووديعتهم تعرض منذ مطلع 2008 لاهتزازات عنيفة، إذ بدأت أسعار الذهب فى صعودات قياسية، تسببت فى تأجيل مشاريع زفاف كثيرة، بينما اضطر البعض إلى الاستغناء عن فكرة الكنز، لأن الشبكة التى كانت تأتى ب 5 آلاف جنيه، وصل سعرها إلى 15 ألفاً لشراء 100 جرام فقط أو أقل.
وزاد من قلق المواطنين أن السعر عاد للهبوط منذ 3 شهور، وسجل ارتفاعاً طفيفاً فى الشهر الأخير، لكن الفقراء يعجزون عن فهم تلك الحسبة المعقدة التى تربط بين الذهب والبترول وسعر الفائدة والأزمة العالمية، ولا يزالون ينظرون بخوف إلى ما لديهم من ذهب، وبحذر إلى محال الصاغة.
ويتوقع خبراء وتجار الذهب أن تشهد الأسواق حالة هدوء فى حركة الشراء والبيع، لافتين إلى صعوبة التنبؤ باتجاهات الأسعار بداية العام الجديد نظرا لارتباطها بأسواق المال العالمية التى تعانى من تذبذب وعدم استقرار.
قال رفيق عباس، رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، إن أسعار الذهب شهدت تقلبات كثيرة خلال العام الحالى عقب بلوغها أعلى مستوياتها فى بداية العام حتى وصلت إلى 100 دولار للأوقية، وتراجعت إلى أقل من 600 دولار عقب الأزمة العالمية، ثم بدأت فى استعادة السعر تدريجياً، حيث بلغت 720 دولاراً الشهر الماضى، وارتفعت إلى 860 دولاراً للأوقية الشهر الحالى.
وأكد عباس أن الظروف الحالية تجعل التنبؤ باتجاهات الأسعار أمراً صعباً، نظراً لعدم استقرار الأسواق، لذلك لايزال الطلب مستمراً على الذهب على اعتبار أنه الاستثمار الآمن خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ربما تشهد عودة للاستثمارات والحاجة لتوفير سيولة بما يدفع مشترى الذهب إلى بيعه،
وبالتالى ستتجه أسعار الذهب للانخفاض إلا أنه أمر غير مؤكد. وفيما يتعلق بالسوق المحلية قال رفيق عباس إن السوق شهدت حالة رواج نسبى خلال الشهر الماضى، لكنها تراجعت مع بداية الشهر الحالى، وقال نادى نجيب، تاجر ذهب، إن الأسعار تأثرت مثل باقى السلع بالأزمة المالية العالمية التى انعكست على أحوال البورصات وأسواق المال، وبالتالى فإن اتجاهات الأسعار مرهونة بالأوضاع العالمية.
وتابع: إن هبوط الأسعار السيناريو الأكثر احتمالاً نظراً لاستمرار تداعيات الأزمة المالية، وانخفاض أسعار البترول عالمياً بما يعنى انقطاع الفوائض البترولية التى كانت قد أنعشت حركة الطلب على الذهب أوائل العام.
وتابع: إن الأمر يتعلق بالعرض والطلب، وهما أمران من الصعب التنبؤ باتجاهاتهما الفترة المقبلة نظراً للتقلبات التى يشهدها الاقتصاد العالمى، وأسعار الذهب محلياً مرتبطة بأسعاره فى البورصات العالمية، فضلاً عن سعر صرف الدولار المنخفض حالياً.