الحديث عن العام الهجرى الجديد يطول مداه.. سيدى يا رسول الله، إننا اليوم أحوج ما نكون إلى النظر فى سيرتك وما أشد حاجة المسلمين اليوم إلى الأسوة الحسنة فى روعة شخصيتك، والاقتداء بما تركته بين أيدينا حتى لا تجرفنا تيارات الضلال ونزعات الهوى، لأن القدوة الحسنة ستظل هى التجسيد الحى كى تسير كل المبادئ والمثل العليا على قدمين حتى لا تصبح القيم النبيلة سراباً وأحلاماً ونظريات خيالية.. فليس المصلح من استطاع أن يفسد عمل التاريخ، ولكن المصلح من لم يستطع التاريخ أن يفسد عمله، أما آن لنا أن نتأسى بتعاليمه (صلى الله عليه وسلم) ونستحضر أخلاقه ونقتدى بها ليس فى كل عام هجرى جديد فقط، ولكن فى كل وقت وحين. احتفالنا بالعام الهجرى الجديد يكون بالتماس هديه الشريف والاستماع إلى سيرته العطرة لأن هجرته هى فى الواقع مولد للأمة بأكملها، وستظل السيرة النبوية الشريفة هى رصيد التاريخ الأول الذى تستمد منه الأجيال المتلاحقة من ورثة النبوة وحملة مشاعل العقيدة زاد مسيرها وعناصر بقائها، فليفقه المسلمون سيرة نبيهم وهيهات أن يتم ذلك إلا بالفقه فى الرسالة نفسها، والإدراك الحق لحياة صاحبها.. قال «برنارد شو»: لو أن محمداً بعث بيننا الآن، وهو حى، لاستطاع أن يحل مشكلات العالم، ولقاد العالم إلى السلام والسعادة المنشودة.. إنها فرصة كبيرة لأن نشرح فيها لأولادنا الصغار ماذا يعنى العام الهجرى الجديد؟.. وصدق الله العظيم إذ يقول فى محكم آياته: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً». سعد مهلل محمد مقرر لجنة نشر رسالة مكتبة الإسكندرية [email protected]