جسر المحبة.. كل عام ونحن بخير وبحب

ساعات ونبدأ عاماً جديداً، ومازال الحب من الموضوعات المشوقة للحديث بين النساء، بعد أن كتبت عمود جسر المحبة عن «زمان ياحب» فوجئت بالعديد من الاتصالات التليفونية من صديقات وأصدقاء، بينهم مستشار أعتز بصداقته حدثنى أنه يشاركنى الرأى فى أن الرجل افتقد الرومانسية، وأنه كرجل نادم على ذلك. كما اتصلت بى زميلة من أيام الدراسة وكانت تبكى، ظننتها تمثل كعادتها فهى تحب الدعابة التى تصل أحياناً للكوميديا السوداء: «حرام عليكى، قلبت علىالمواجع».
أعرف أنها لا تعيش مواجع منذ فترة بعد أن خلعت زوجها الثانى من سنتين، حينذاك كلمتنى وكانت روحها المعنوية مرتفعة: خلاص يا فيلسوفة خلعته قلت: هو مين؟ الراجل اللى كان معايا فى البيت، البيه بيستغفلنى بياخد فلوسى ويصرفها على صحباته، بالطبع كان الوضع مربكاً ولم أعرف ماذا أقول لها، لكنها وفرت علىّ الإحراج وقطعت لحظة الصمت بضحكتها المجلجلة: «فيه إيه مالك، أنا مش زعلانة عليه، إمبارح كنت زعلانة على نفسى، النهارده أنا زى الفل كان هم وانزاح رجالة زمن ماشى بضهره»، ضحكت رغماً عنى فهى دائماً لها تشبيهات بليغة.
دون إطالة، انقطعت عنى أخبار زيزى «اسمها» وفوجئت بتليفونها وبكائها: أنا بختى مايل ولما جالى اللى بستناه من زمان ضيعته من إيدى علشان مصدقتش أن لسه فيه حب كده، إنت عارفة أنا لا بأقرأ كتب ولا جرايد، من وقت للتانى بشترى جراننكوا يوم الجمعة علشان اقرأ «جسر المحبة» وأتباهى بك وأنا عند الكوافير، ولما قريت موضوع «الحب زمان» عيطت، تتصورى ياميوش، اسم التدليل الذى تنادينى به، اتعرفت من شهور فى شرم على حتة راجل تحفة، عايش فى أمريكا، الكيميا بينا من أول لحظة ظهرت، سبنا أصحابنا وقعدنا نتكلم من العصر لبعد العشا، وشفت معاه حضن البحر للشمس لحظة الغروب واليومين اللى قعدتهم هناك كنا بنشوف بعض طول الوقت،
لما رجعت القاهرة لقيته بيكلمنى وبيطلب منى نتجوز وأسافر معاه، ماصدقتش أنه بيتكلم جد وضحكت وقلتله طبعاً لأ، فوجئت به بيقول: كنت متصور إنك بتبادلينى نفس المشاعر، قلت له مافيش حب ييجى بالسرعة دى أجاب حزيناً: الحب ميجيش غير كده قالها بالإنجليزية وبعدها بأى، وبعدها أنا اللى رحت فى الباى باى سافر بعد أسبوع دون توديعى.
كلمتنى الصديقة المشتركة وقالت لى: «صحيح مالكيش فى الطيب نصيب، حد عاقل يرفض أحمد، اسمه، وإنت بالذات بتتنصحى معاه» مش عارفة أعمل إيه شهور فاتت على سفره وأنا لسه بفكر فيه، قلت إعملى زى سكارليت فى (ذهب مع الريح)
قالت كلمينى عربى يعنى إيه قلت: فكرة اللقطة التى أمسكت فيها بحفنة من تراب ووزعتها وأقسمت أن تسترجعها، كونى مثلها واسترجعيه مازال لديك فرصة، كلميه وإن كان بيحب هيسامح وتفتكرى ممكن يكون فعلاً بيحبنى قلت: صحيح إنت قليلة العقل يازيزى، لكنى هحاول أفهمك نحن لا نختار فى الحب ولكننا نقع فيه، الحب ربما تقابلينه مرة وربما لا تقابلينه أبداً، مبروك عليك الحب وكل عام وأنت بخير.