كان الصحفى العراقى منتظر الزيدى حين قذف الرئيس الأمريكى جورج بوش بحذائه سببا لسعادة غالبية من يسكنون العاصمة الأردنية عمان على اختلاف جنسياتهم وتوجهاتهم وطبقاتهم الاجتماعية. فكأن الحذاء تحول إلى عامل مشترك فى كثير من الحوارات، ورأى البعض أن السعادة كانت ستكتمل لو تمكن الزيدى من إصابة بوش ولو بفردة واحدة من الحذاء. الحوار الأول حول تلك الواقعة، كان مع محمد الذى يعمل سائقا لإحدى سيارات الأجرة فى عمان، الذى بدا سعيدا للغاية وبدأ الحوار عن حذاء الزيدى بنفسه بمجرد سماعه خبرا فى الإذاعة عنه وانفجر فى الضحك، مؤكداً أن بوش يستحق ما حدث وأكثر وتمنى لو كان الحذاء أصابه وتمكن من رؤية «دمه يسيل». وفى أحد المطاعم الأردنية الشهيرة كان التعليق الأول ل«حسان الطرودى»، الذى يعمل هناك وهو أن الصحفيين كانوا فى السابق يخيفون الجميع من أقلامهم التى لا تترك شيئا إلا وتكتب عنه، لكن الوضع اختلف الآن فأصبح الخوف من أقلامهم ومن أحذيتهم أيضا. وأكد حسان أن الحذاء كان «وداعاً رائعاً لبوش لأنه ظلم كثيرا» معتبرا أنه على العراقيين «الشرفاء فقط» أن يعلقوا حذاء الزيدى أو «الكندرة تبعه» على الجدار فى بيوتهم تماما، كما كانوا يعلقون صور صدام حسين. وخلال عمله يسمع حسان تعليقات من هنا وهناك وعرف من خلالها أن غالبية الناس فى الأردن سعداء بموقف الزيدى وكان أكثر التعليقات التى سمعها ولفتت انتباهه هى أن «صدام وهو ميت يصنع صواريخ». سيف أسعد، الطالب الجامعى الأردنى، قال إنه سعيد جدا بما حدث لبوش فما فعله خلال فترتى رئاسته كان أبشع مما فعله أى رئيس آخر، مشيرا إلى أن هذا هو شعور غالبية الأردنيين الذين بدأوا يتندرون على الواقعة، ويطلقون النكات عليها. ركان ويزن عبرا عن سعادتهما بالإشارة إلى إن أبرز النكات التى أطلقها الأردنيون هى أن فريق «ريال مدريد» يرغب فى شراء المالكى (رئيس الوزراء العراقى) لقدرته على صد التصويبات، وذلك بعدما حاول صد إحدى فردتى الحذاء عن بوش.