207 صحفيين مصريين تعرضوا للعنف منذ الثورة.. و31% منهم في عهد مرسي (إنفوجراف)

شهد الصحفيون المصريون منذ ثورة 25 يناير العديد من الاعتداءات التي تنوعت ما بين الضرب والاختطاف والاحتجاز والاعتقال وإصابات العين، بل ووصلت إلى القتل في 3 حالات كان آخرها الحسيني أبو ضيف، وذلك في الفترة الممتدة من 1 يناير 2011 حتى 30 أبريل 2013.
وبلغ عدد الصحفيين اللذين تعرضوا لاعتداءات في تلك الفترة 207 صحفيًا مصريًا، منهم 31% من إجمالي الصحفيين المصريين الذين تعرضوا لاعتداءات في عهد الرئيس محمد مرسي، وفقًا للرصد الذي أجراه فريق بحثي من مركز المصري للدراسات والمعلومات.
ويعتمد الرصد على الاعتداءات المبلغ عنها أو المرصودة إعلاميًا وفق البلاغات الموجهة للنائب العام بالشؤون القانونية بنقابة الصحفيين، وتقارير لجنة حماية الصحفيين الدولية، والمنظمات الحقوقية ذات الصلة وكذلك التقارير الإعلامية المعنية، وهو ما يعني في جميع الأحوال رصدًا للاعتداءات المرصودة والمبلغ عنها فقط، أي أن الرقم قد يكون أقل بقليل أو بكثير عن الاعتداءات التي وقعت بالفعل ولم يتم الإبلاغ عنها أو تغطيتها إعلاميًا.
آخر 3 أشهر من 2011.. الأكثر عنفًا:
كانت الثلاثة شهور الأخيرة من 2011 هي الأكثر عنفًا، حيث حصدت 23.2% من عدد الصحفيين الذين تعرضوا للعنف، بسبب ما شهدته تلك الشهور من أحداث عنيفة في شارع محمد محمود ومحيط مجلس الوزراء، وتليها الأربعة شهور الأولى من 2013، والتي حظيت بنسبة 20.3% لما شهدته من اشتباكات في المقطم وميدان التحرير وغيرهما، وهي الاشتباكات الحادة التي انعكست بالتبعية على الصحفيين الميدانيين الذين شاركوا في تغطية الأحداث.
توزيع الصحفيين الذين تعرضوا لاعتداءات من 1 يناير 2011 حتى 30 أبريل 2013
Create infographics
309 حالات اعتداء على الصحفيين منها 3 قتل:
رصد فريق البحث 309 حالة اعتداء على الصحفيين المصريين خلال فترة الرصد تنتمي إلى 16 نوعًا، بدءًا من الإساءات اللفظية والاستيلاء على المتعلقات الشخصية، حتى الضرب والاختطاف والقتل.
وعن نوعية الاعتداءات على الصحفيين، جاء الضرب في المركز الأول حيث تم رصد 100 حالة ضرب صحفيين طوال فترة الرصد، كما وصلت حالات الإصابة بالخرطوش والرصاص المطاطي 21 حالة.
كما تم رصد 6 حالات إصابة في العين، وبلغ عدد مرات الاعتداء على المعدات الصحفية وتحطيمها 24 حالة اعتداء هذا إلى جانب 42 حالة اعتقال أو احتجاز مؤقت.
وفي تصعيد ملفت، شهدت فترة الرصد 3 حالات قتل تمثلت في: الصحفي أحمد محمود، الذي لقى مصرعه، في 4 فبراير 2011، عقب إصابته بطلق ناري، في 29 يناير 2011، وقت وقوفه في شرفة مكتبه عند تصويره وقائع المظاهرات في ميدان لاظوغلي المقابل للمبنى، والمصور وائل ميخائيل، الذي يعمل في تليفزيون «الطريق»، التابع للطائفة القبطية، والذي توفي إثر إصابته بطلق ناري في الرأس،في 9 أكتوبر 2011، في أحداث ماسبيرو، وأخيرًا الصحفي الحسيني أبو ضيف، الذي لقي مصرعه بعد أسبوع من إصابته بطلق خرطوش في الرأس أثناء تغطيته أحداث قصر الاتحادية، في ديسمبر 2013.
أنواع الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون المصريون من 1 يناير 2011 إلى 30 أبريل 2013
Infographics
استهداف الكاميرا الصحفية:
كان المراسلون والمحررون الصحفيون أول القائمة في حالات الاعتداء حيث تم رصد 137 حالة اعتداء عليهم، بينما جاء المصورون بمعدل 52 حالة، وهو العدد الذي يعد مرتفعًا نسبيًا بالنظر إلى العدد الفعلي للمصورين الصحفيين، ويرجع ذلك إلى سهولة الاستدلال على الصحفي المصور من خلال أدواته ورغبة المعتدي في منع تسجيل الاعتداء أثناء وقوعه.
توزيع الصحفيين الذين تعرضوا لاعتداءات وفق الوظيفة الصحفية من 1 يناير 2013 حتى 30 أبريل 2013
Create infographics
وعلى صعيد المؤسسات الصحفية، فتستحوذ الصحف الخاصة على النصيب الأكبر من الاعتداءات على صحفييها، حيث سجلت الدراسة 151 حالة اعتداء على صحفيي الصحف الخاصة، بينما تم رصد 35 حالة اعتداء على صحفيي الصحف القومية و9 حالات اعتداء للصحف الحزبية.
وفيما يخص وكالات الأنباء، فكانت وكالات الأنباء العربية هي الأكثر اعتداءً على صحفييها حيث بلغت حالات الاعتداء 7 حالات مقابل 3 للأجنبية.
الاعتداءات في عهد الرئيس مرسي:
حظيت الفترة منذ تولي الرئيس مرسي في 30 يونيو 2012 حتى الآن بخصوصية شديدة فيما يتعلق بالاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون المصريون، وبالنظر إلى ما شاب تلك الفترة من اشتباكات عنيفة في محيط قصر الاتحادية والمقطم وغيرها، فبلغ عدد الصحفيين المصريين الذين تعرضوا لاعتداءات «مرصودة» 64 صحفيًا يمثلون 31% من إجمالي الصحفيين المصريين الذين تعرضوا لاعتداءات منذ الثورة.
توزيع الصحفيين اللذين تعرضوا لاعتداءات في عهد مرسي من 1 يوليو 2012 حتى 30 أبريل 2013
Create infographics
وبالنظر إلى أنواع الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون المصريون في الفترة من 1 يوليو 2012 وحتى 30 أبريل 2013، نجد أنهم تعرضوا لنحو 92 اعتداء من 13 نوع، وبلغ أكثرها حالات الاعتداء بالضرب 35 حالة، كما اشتملت على 11 حالة إصابة بطلقات خرطوش أو رصاص حي أو مطاطي، هذا إلى جانب حالة قتل واحدة متمثلة في الصحفي الحسيني أبو ضيف.
ويظهر الرصد حالتي اختطاف، وهما الصحفي محمد الصاوي، من موقع مصراوي، والذي تعرض للاختطاف في فبراير 2013، بقيام رجال يرتدون ملابس مدنية بإجباره على ركوب سيارة بزعم عملهم مع الشرطة واضعين عصابة على عينيه حيث اقتادوه إلى مكان مجهول، ثم أطلقوا سراحه بعد ضربه والاستيلاء على متعلقاته، وكذلك فوزي هويدي، المحرر في جريدة المساء، الذي تم اختطافه من أمام منزله في مارس 2013.
كما اشتمل الرصد على 10 حالات استدعاء للتحقيق من إجمالي 16 حالة خلال فترة الرصد، والتي جاء أغلبها في اتهامات تتعلق بإهانة رئيس الجمهورية، وتكدير السلم والأمن القومي، وازدراء الأديان، وإهانة السلطة القضائية، والتعليق على أحكامها، ومنهم الصحفي إسلام عفيفي، الذي قررت المحكمة حبسه احتياطيًا على ذمة قضية بعد اتهامه بإهانة الرئيس من خلال نشر «أخبار كاذبة»، وهو ما أعقبه إصدار الرئيس مرسي لقرار بقانون يلغي الحبس الاحتياطي للصحفيين في أغسطس 2012.
ويضاف لما سبق حالات الاحتجاز المؤقت والاعتقال، والإساءات اللفظية وتوجيه التهديدات، والقيام بأعمال البلطجة من خلال تكسير السيارات والاستيلاء على المتعلقات الشخصية.
وحول ما يتعلق بالجهة القائمة بالاعتداء يتضح أن التكرار الأعلى جاء لصالح المتظاهرين بإجمالي 23 حالة وبنسبة 36% من إجمالي حالات الاعتداء، أخذًا في الاعتبار أن 83% من تلك الحالات اتهمت أنصار جماعة الإخوان المسلمين بالاعتداء عليهم بإجمالي 19 حالة، وهو ما يزيد عن حالات الاعتداء من جانب قوات الشرطة والتي بلغت 14 حالة.
ويلاحظ في هذا الشأن الارتفاع الكبير للاعتداءات التي يقوم بها مجهولون بنسبة 20.3%، والذي يمثل جزءًا من ظاهرة عامة لحالات الاعتداء التي يقوم مجهولي الهوية.
القائمون بالاعتداءات على الصحفيين في عهد مرسي من 1 يوليو 2012 حتى 30 أبريل 2013
Create infographics
وعن ما يتعلق بتوزيع الصحفيين الذين تعرضوا لاعتداءات وفق الوظيفة، يلاحظ بها وجود نسبة عالية نسبيًا من المصورين بإجمالي 23 مصورًا بنسبة 36% ممن تعرضوا للاعتداء، وهو ما يرجع إلى سهولة الاستدلال على الصحفي المصور من خلال أدواته ورغبة المعتدي في منع تسجيل الاعتداء أثناء وقوعه، هذا إلى جانب رسام كاريكاتير واحد، وهي الرسامة في «المصري اليوم»، دعاء العدل، التي تم استدعاؤها للتحقيق في ديسمبر 2012 بتهمة ازدراء الأديان.
وحول التصنيف النوعي، تم الاعتداء على 56 صحفيًا مقابل 8 صحفيات بنسبة 12.5%، في حين احتلت الصحف الخاصة أيضا المركز الأول حيث بلغ عدد الصحفيين العاملين بها والذين تعرضوا للعنف 50 صحفيًا بنسبة 78.1% من إجمالي الصحفيين المصريين الذين تعرضوا للاعتداء في عهد الرئيس مرسي، خلال الفترة من 1 يوليو 2012 حتى 30 أبريل 2013.