هم إخوة لنا تجرى فى عروقهم نفس الدماء، ويجمعنا بهم نفس الأحلام والمواجع، هم فى قارة آسيا ولكنهم جزء لا يتجزأ من الوطن الأم مصر.. حينما احتلت إسرائيل سيناء كنا نبكى ونئن حنينا لذلك الجزء الغالى من قلب كل مصرى، حاربنا وحارب أهل سيناء معنا، واجهوا الأهوال من الصهاينة، ووقفوا ضدهم وكبدوهم الخسائر، حتى تحقق الحلم، وعادت الدماء المصرية تجرى فى كل أعضاء الوطن، وعاد العلم المصرى يرفرف عاليا على أرض سيناء، وعشنا فى سعادة مازلنا نشعر بها كلما تذكرنا كيف تحقق النصر، وكيف نجحنا فى استعادة حقوقنا المنهوبة، والآن هل يعقل أن نعتبرهم أعداء للوطن؟ هل يعقل أن نتعامل معهم أو يتعاملوا معنا على أننا شمال وجنوب؟ أفريقيا وآسيا؟ المصاروة وبدو سيناء..؟ أعتقد أننا نخطئ خطأ جسيما فى حق أنفسنا وفى حق وطننا حينما نفكر بهذا الأسلوب، يجب أن نتغلب على سوء الفهم والارتياب الذى ساد العلاقات بين الأمن وأهالى سيناء.. حقا حدثت بعض العمليات الإرهابية من بعض البدو، ولكن ليس معنى هذا أن كلهم إرهابيون وأعداء للوطن؟ إن تلك العمليات حدثت فى القاهرة نفسها، فهل نعتبر كل أهالى القاهرة إرهابيين؟ يجب على الأمن ألا ينظر تلك النظرة العنصرية لأهالى سيناء، ويكفى أننا أهملناها سنوات طويلة ولم نستغل ثرواتها حتى الآن، وكل ما قمنا به مشروعات فندقية وترفيهية بعيدة عن مفهوم التنمية الحقيقية، مخطئ من يعتقد أن العنف الأمنى واستخدام البطش هو الوسيلة المثلى للتعامل مع ذلك الملف الذى يحتاج للكثير من المرونة وضبط النفس واتساع الأفق.. إن الحكماء من جانب الأمن ورؤساء قبائل البدو يجب أن يبحثوا عن حلول لذلك الموقف المتأزم الخطير، الذى يصب فى صالح الأفعى المتربصة بنا فى الشرق «إسرائيل»، وأول خطوة لتحقيق هذا الأمر هو التوقف عن نبش الخلافات الماضية، ومحاولة استرضاء البدو وأن نردد جميعًا: عفا الله عما سلف. د. السباعى عبدالرؤوف السباعى