مجلس الأمن يدين «عنف» المستوطنين فى الخليل.. والمتطرفون يواصلون عمليات التخريب

أدان مجلس الأمن الدولى أعمال العنف التى يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون بحق السكان الفلسطينيين من أبناء مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، معربا فى الوقت نفسه عن ترحيبه بقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بإجلاء المستوطنين من المنزل المتنازع عليه.
وجاء ذلك فى وقت وصف فيه دانييل فريدمان، وزير العدل الإسرائيلى، تلك الهجمات بأنها «مذبحة تبعث على الصدمة»، فى حين أعرب العديد من الصحف العبرية عن «خجله» من وحشية الممارسات التى يقوم بها المستوطنون فى تلك المدينة.
وصدر بيان لمجلس الأمن أدان فيه الأعضاء «أعمال العنف، بما فيها تلك التى استهدفت المدنيين الفلسطينيين، كما ناشدوا الطرفين إعادة الأمن وحكم القانون، دون أى تمييز أو استثناء، مرحبين بجهود إسرائيل والفلسطينيين فى هذا الإطار».
من جانبه، أعرب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، عن ارتياح السلطة الوطنية الفلسطينية للبيان، وقال إن البيان، على تواضعه، خطوة فى الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن مناقشات أوسع ستجرى خلال اجتماع اللجنة الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط، وخلال اجتماع مجلس الأمن المنتظر فى 18 ديسمبر الجارى.
وفى رسالة بعث بها ماجد عبد الفتاح، المندوب المصرى لدى الأمم المتحدة، أعرب فيها السفير عن القلق العميق للمجموعة العربية إزاء تصعيد أعمال العنف من قبل المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين.
فى غضون ذلك، أعلن متحدث باسم الشرطة الفلسطينية أن متطرفين يهود أشعلوا النار فى غرفة بسطح منزل فلسطينى فى الخليل أمس، وتظاهر فلسطينيون احتجاجا على أعمال العنف والتخريب التى يقوم بها المستوطنون اليهود فى مدينة الخليل.
وقد امتد العنف إلى بلدة أخرى بالضفة الغربية، حيث قال فلسطينيون إن مستوطنين أحرقوا بساتين زيتون بعد يوم من إصابة 3 فلسطينيين بجروح، بعدما أطلق مستوطنون النار عليهم خلال نوبة من الغضب بسبب إجلاء عائلات يهودية من مبنى كانت تحتله فى تحد لقرار المحكمة بإخلائه.
إسرائيليا، أعرب وزير العدل عن أسفه لأحداث الخليل، وقال «آسف كثيرا لأن قوات الأمن لم تكن على أهبة الاستعداد لمنعهم»، كما انتقدت صحف إسرائيلية تصرفات المستوطنين، ففى «هاآرتس»، كتب الصحفى «آفى يسخروف» يقول: «أنا خجلان.. فى الخليل رأينا اعتداءات يقوم بها اليهود.. فى وقت لم يحرك فيه الجيش ساكنا، مكتفيا بتأمين الحماية للمستوطنين».
ووصف يسخروف مشهد هجوم المستوطنين على قاطنى المنزل المتنازع عليه، الذين اعترف بوصفهم «فلسطينيين أبرياء»، قائلا إن «نحو 20 كائنا حيا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال» أحاط بهم عشرات اليهود «الملثمين الساعين للفتك بهم»، بينما ضحايا الأسرة الفلسطينية «يبكون بكاء مريرا، ويشعرون بأن لحظة موتهم قد اقتربت»، إذ كانت الحجارة التى يلقيها عليهم المستوطنون تتساقط عليهم من السطح والنوافذ والأبواب.
أما صحيفة «معاريف» فأعربت عن مخاوفها من قيام «المتطرفين اليهود» بتنفيذ اعتداءات ضد المساجد فى الضفة الغربية، فى أعقاب عملية إخلاء البيت، التى أعادت إلى الأذهان مشاهد العنف والمقاومة، التى رافقت عمليات إجلاء المستوطنين من مستعمرات قطاع غزة عام 2005.
وقالت «معاريف» إنه تبين من أحداث الخليل الأخيرة أنه «ليس للمستوطنين المتطرفين كوابح، بدءً من تحطيم شواهد القبور، مرورا بتدنيس المساجد، وعودة إلى المذبحة التى ارتكبها باروخ جولدشتاين فى الحرم الإبراهيمى، فالمسافة ليست بعيدة جدا».