كبرى شركات السيارات الأمريكية تتقدم بخطة قيمتها 34 مليار دولار لإنقاذها من الإفلاس

فى محاولة تستهدف إنقاذها من الإفلاس والانهيار، تقدمت كبرى شركات صناعة السيارات الأمريكية بخطط إنقاذ إلى الكونجرس تبلغ نحو 34 مليار دولار، فيما تراجعت مبيعات السيارات على أساس شهرى فى الولايات المتحدة بأكثر من 35%.
وحذرت الشركات الثلاث الكبرى، وهى: جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، من أن إفلاسها سيؤدى إلى فقد الملايين وظائفهم، وأصرت على أن برامج إنقاذها التى تعتمد أساسا على التحول لإنتاج سيارات أقل استهلاكا للوقود بدأت بالفعل قبل الأزمة المالية.
وطلبت شركة جنرال موتورز من الحكومة الأمريكية إنقاذها من الانهيار بتقديم 12 مليار دولار قروضا، و6 مليارات أخرى على هيئة ائتمان، وقالت جنرال موتورز إنها تحتاج أن يقدم الكونجرس 4 مليارات دولار من التمويل هذا الشهر، وأن يقدم باقى مبلغ ال12 مليار دولار بحلول مارس المقبل، وتوقعت الشركة الاستغناء عن 13.500وظيفة بحلول 2012 فى الولايات المتحدة ضمن خطتها الهيكلية.
وكشفت شركة «فورد موتور» عن خطتها التى طلبت فيها من الكونجرس توفير 9 مليارات دولار ك«تمويل مرحلى» لإنقاذها من تداعيات الأزمة المالية الطاحنة التى أضعفت مبيعات السيارات الأمريكية، وأشارت فورد، التى ينظر إليها على أنها فى وضع أفضل بين من يطلق عليهم «الثلاثة الكبار» إلى أنها غير متأكدة من أنها ستضطر لطلب دعم نقدى، وقالت إنها تتوقع تحقيق التوازن بين نفقاتها وعائداتها بعد 3 سنوات، وأدى ذلك إلى ارتفاع أسهمها فى البورصة 13%.
وبدورها، أعلنت شركة كرايسلر أنها لن تصمد دون مساعدة من الحكومة الأمريكية تبلغ 7 مليارات دولار، وأوضحت أن «دون زيادة رأس المال، فإن السيولة لديها يمكن أن تتدنى إلى ما دون المستوى المطلوب لتأمين مستقبل الشركة خلال الفصل الأول من 2009» حيث تتوقع تحقيق تحسن فى إنتاجها بما يعادل 400 مليون دولار على أن تزداد فى 2010 إلى 2.6مليار دولار، وتأمل الشركة فى بيع 1.11 مليون سيارة فى 2009 و1.21 مليونا فى 2010. ومن المقرر أن يمثل رؤساء الشركات الثلاث، أمام الكونجرس فى جلسات استماع يومى الخميس والجمعة لبحث أحدث مقترحاتهم.
كان زعماء الكونجرس رفضوا الشهر الماضى طلب الشركات الثلاثة الحصول على 25 مليار دولار لمساعدتهم فى إجراء عمليات إعادة هيكلة والابتعاد عن شبح الإفلاس، وقال النواب إنهم بحاجة لمزيد من التفاصيل العملية بشأن خطط الشركات للإنقاذ قبل بحث تقديم دعم لها.
اءت تلك المقترحات فيما تراجع حجم مبيعات السيارات الأمريكية خلال نوفمبر الماضى بنسبة 35 %، وتراجعت مبيعات جنرال موتورز بنسبة 41 %، وفورد 30 %، وتويوتا موتور كوربوريشن بنسبة 34 %.
وفى الوقت نفسه، اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى أن إفلاس شركات صناعة السيارات «ليس مطروحا»، مشيرة إلى أن «طريقة المعالجة» تقضى بتأمين خط اعتماد قصير الأمد، قالت بيلوسى: «أعتقد أن تدخلا لمصلحة شركات فورد وجنرال موتورز وكرايسلر سيحصل، سواء من جانب الإدارة أو عبر سن قوانين».
وتزامنت تلك التطورات مع انتعاش بورصة وول ستريت بنسبة 3.31% بعد تراجع قياسى بلغ أكثر من 7% أمس الأول، وأدى ذلك إلى ارتفاع بورصة طوكيو 1.8% فى نهاية تعاملاتها، فيما انخفضت الأسهم الأوروبية نحو 1% فى بداية تعاملاتها أمس.
وفى غضون ذلك واصلت أسعار النفط تذبذبها، فبينما هبط الخام الأمريكى 2.32دولار ليصل إلى47دولاراً للبرميل، ارتفعت أسعار النفط فى المعاملات الآسيوية أكثر من دولار لتبلغ 48دولاراً للبرميل. كما واصلت أسعار سلة أوبك هبوطها إذ فقد نفطها نحو 4 دولارات مسجلة 41.26دولار للبرميل، بالتزامن مع ترجيحات بأن تخفض منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» إنتاجها فى اجتماعها المقبل فى الجزائر.