يستطيع المهندس أحمد المغربى، وزير الإسكان، أن يدخل التاريخ، من إحدى بوابات أرض مطار إمبابة.. وهو دخول لن يكلفه شيئاً، سوى أن يتصرف مع الأرض، على صورة مخالفة، لما جرى من قبل من غيره، مع مساحات مشابهة! فالمساحة التى نتكلم عنها بالنسبة لأرض المطار ليست هينة، وإنما تمتد إلى حدود 202 فدان، وليس هناك اعتراض من أحد، فيما نتصور، على الطريقة التى قررت بها الوزارة استغلال هذه المساحة، فى ضوء تعليمات سابقة للرئيس، تقضى بأن تتحول الأرض إلى مجمع للمدارس والملاعب والحدائق.. لا أحد لديه اعتراض، ولا أحد يريد أن يتعسف فى فهم ما تريده الوزارة فى أرض المطار، خصوصاً بعد الإعلان عن تخصيص 58 فداناً للمستثمرين يقيمون عليها مولات تجارية وغيرها! فقط يريد الناس من الوزير المغربى أن يشركهم فى الموضوع، وأن يجعلهم طرفاً أصيلاً فى التفكير، فى مستقبل هذه الأرض.. وهناك فكرة نظن أن الرجل سوف يتحمس لها، ويتجاوب معها، وسوف تصادف عنده القبول.. وهى كالآتى: لماذا لا يدعو الوزير المغربى الدكتورة ليلى تكلا، رئيسة الجمعية المركزية للحفاظ على البيئة، ومعها المهتمون بهذا الشأن فى المجتمع المدنى بالبلد، إلى اجتماع يسمع منهم فيه، ويسمعون هم منه أيضا؟ وإما أن يقنعهم بتصوراته حول الطريقة المثالية لاستغلال الأرض، أو يقنعوه هم، بما لديهم من أفكار، وفى هذه الحالة سوف نكون أمام سابقة فريدة تظل مضرب الأمثال، ويقتدى بها، فيما بعد، الراغبون من المسؤولين وغير المسؤولين، فى أن يأتى عملهم فى المجتمع، تعبيراً عن حالة من التوافق العام، بين الناس! لماذا لا يدعو الوزير المغربى الدكتور مصطفى كمال طلبة، والدكتور عبدالفتاح القصاص، إلى اجتماع من هذا النوع، وهما كما نعرف ويعرف الوزير، من القامات الكبيرة فى مجال البيئة، على مستوى العالم؟! لماذا لا يكون الدكتور ماجد جورج حاضراً فى كل لحظة يتقرر فيها مصير 202 فدان فى قلب الجيزة، وفى عمق العاصمة، وهو الرجل الذى يشكو ليلاً ونهاراً، كمسؤول، من تلوث يخنق القاهرة، وزوارها، وأهلها؟! لماذا لا يكون قادة المرور حاضرين عند التفكير فى استغلال كل شبر من هذه الأفدنة المتسعة، بما يجعلنا لا نفاجأ بعد تنفيذ المشروعات المقررة عليها، حتى ولو كانت مدارس، وحدائق، وملاعب، ومواقع مخصصة لإخلاء القاهرة إدارياً، بأننا أمام مأزق مرورى هائل بلا حل، كما حدث بالضبط، ولايزال يحدث فى طريق المحور، الذى أصبح اسمه بين العابرين عليه يومياً: طريق المأزق، المحور سابقاً! لا نتخيل أن تكون لدى المهندس المغربى نوايا سيئة، تجاه أرض المطار، ولا نتصور أن تكون هذه النوايا موجودة لدى غيره من المسؤولين فى الحكومة، ولا نملك حق التشكيك فى نوايا أحد، ولكن ما نملكه هو أن ندعو الوزير إلى أن يقدم الانتصار للأسلوب الحضارى فى التفكير، على كل ما سواه، ولا نتوقع أن يخذلنا، أو يخذل أى مصرى يرغب فى أن يكون استغلال أرض المطار على أفضل ما يكون تماماً، كما نتوقع الشىء نفسه من الوزير. فيما يتصل بأرض نادى 6 أكتوبر، التى يدور حولها جدل هائل الآن، ويهدد أعضاء النادى بالاعتصام فى الأرض هناك، ومنع طرحها فى مزاد، لا لشىء، إلا لأنهم يشعرون بأن الوزير لا يريد أن يسمعهم! وحين ينتصر الوزير المغربى لكل ما هو حضارى، فى إمبابة، أو فى 6 أكتوبر، فالمؤكد أن الدكتور نظيف سوف يسعفه ويؤيده!! الامتثال لصوت المجتمع المدنى ليس هزيمة، ولكنه انحياز لمصلحة المواطن، التى يجب أن تكون هدف كل حكومة.