ارتفاع فى الأسعار، أزمة فى المواصلات، وأخرى فى الإسكان، ظلم وقهر، وبطالة وفساد، وصراع وكفاح يومى.. كل ذلك والمواطن المصرى يتحمل، لكن أن يصل الأمر إلى رغيف العيش «المدعم» الذى يعتمد عليه معظم المصريين فى وجباتهم اليومية، خاصة أن 80٪ منهم فقراء - بحسب آخر الإحصائيات الاقتصادية - فهذه كارثة كبرى لا تقتصر فقط على كونها مشكلة مزمنة تحتاج إلى حل، بل يتعدى ذلك إلى تهديد الأمن القومى لمصر. تفاقم أزمة الخبز فى مصر فى ظل عجز تام للحكومة المصرية حل هذه الأزمة، وتخبط فى القرارات المتعلقة بذلك، دفع المصريين إلى تغيير مقولتهم القديمة «عض قلبى ولا تعض رغيفى»، واستحداث مقولة جديدة هى «رغيف العيش.. يا قاتل يا مقتول»، وبدأ المواطن يحصل على رغيف خبز «ملطخ بالدماء» وليس «مدعماً»! وأصبحت أخبار قتلى العيش «شهداء الخبز» تتصدر الصفحات الأولى للصحف المصرية، لتدق ناقوس الخطر لثورة جياع قادمة، بعد تساقط القتلى واحداً تلو الآخر، نتيجة المشاجرات العنيفة أمام منافذ توزيع الخبز، وآخر المآسى الإنسانية التى عايشتها عن قرب بسبب عملى كمحام. هى مقتل أحد الشباب فى مدينة المحمودية بحيرة، ويدعى جمال الكومى، موظف بسيط حيث إنه فى صباح أحد الأيام، ذهب ليشترى بعض الأرغفة لزوجته وأولاده الصغار، وبعد حصوله على الخبز ظناً منه أنه فاز فى معركة حربية، فاجأه أحد الأشخاص بطعنة من سكين أودت بحياته! ألم يحن الوقت لحكومتنا أن تجد حلاً لتلك الظاهرة المؤلمة، لأن الرغيف يمثل الحياة بالنسبة للمواطن المصرى الفقير؟ الشحات مرزوق المحامى بالمحمودية بحيرة [email protected]