أثناء عملى بالأردن فى إنشاء مركز الإصلاح والتأهيل الأردنى، عمل معى بالمشروع ما يزيد على مائتى هندى من مجموعتين إحداهما سيخ من البنجال، والثانية مسلمون من ولاية كيرلا.. واستعنت لكل مجموعة بملاحظ هندى يجيد اللغة الإنجليزية فالمجموعتان لا تفهمان لغة بعضهما!!.. وبالهند العديد من اللغات وعشرات اللهجات ولا توجد لغة مشتركة تجمعهم!! فقط المكاتبات الرسمية الحكومية لكل الولايات تكون باللغة الإنجليزية!! وهناك طرق ومذاهب للديانات الرئيسية بالهند لا حصر لها.. أنت فى بلد يعج بعشرات الديانات واللغات واللهجات وغيرها!! لقد قص علىَّ بعض الهنود كيف تغلبت حكومتهم على عائق اللغة لإرشاد الفلاحين ورفع إنتاجياتهم.. فقد اطلقوا قمراً صناعياً يغطى شبه القارة الهندية، لا ليبث الأغانى والأفلام الهندية، ولكن يبث للفلاحين الإرشادات الزراعية الحديثة على مدار اليوم وبكل اللغات واللهجات فحققت الهند اكتفاءً ذاتياً فى الحبوب. أذكر كتاباً للأستاذ محمد المجدوب بعنوان (مشاهداتى فى الهند) قرأته عام 1984 وذكر فيه أن أروع ما حققته الهند هو الكفاية الذاتية فى كل شىء فكل ما يقع عليه بصرك فى الفنادق والمنازل والحوانيت، وكل ما يتحرك فى الشوارع (صنع فى الهند)!! والسؤال لماذا تقدموا؟ ولماذا تأخرنا؟ حاتم فودة