أحيانا أشعر أن الدخول فى حالة «دروشة فكرية»، أسلم من خوض الأسوار المكهربة بفتاوى غريبة، والمدعمة بكتيبة دراويش، يعيشون فى عالم من الغيبيات، يعوضهم عن مستقبلهم (المجهول)!. إنه الهروب إلى «يقين زائف» يتفنن البعض فى تسويقه إلى الناس، والتربح بدوامة «توهان»، تأثيرها يشبه تأثير «الدخان الأزرق»!!. لكن البعض يدمن «تصديق» تلك الخرافات، ويروجها، وقد يفجر نفسه فى وجه من يعارضه.. لقد أصبحت «الخرافة» هى الحقيقة الوحيدة التى نملكها فى لحظات «اليأس»، وهى التجارة الرابحة بين أدعياء «العلم» أو «الدين»!!. هناك (طبيب)، لايزال يعالج مرضى فيروس (C) بقرص النحل!. تماما مثل «دجال» يبيع (وهم الخصوبة) للرجال فى (دهن الخرتيت).. نحن ضحايا «الدجل السياسى»، والعلمى، والفكرى، والدينى! لقد خرج الغرب (الكافر كما يسمونه) إلى الفضاء، بحثا عن آثار حياة على سطح القمر، وطافوا بكوكب «المريخ»، يجمعون عينات للبحث العلمى. بينما لانزال فاشلين فى الاتفاق على تحديد بداية الشهر العربى: (فلكيا.. أم برؤية الهلال؟!). «الخرافة» هى إرثنا الثمين، دارنا التى نسكن فيها: نحاور «الجن» أحيانا، ونترجى «القرين» أن يترك لنا أزواجنا.. و«القرآن» حجة قاطعة علينا! أكثر شىء نردده من القرآن الكريم هو قدرة «السحر» على التفريق بين المرء وزوجه.. وإلا فكيف نفسر «العنوسة» أو «الطلاق»؟! (هذا كلام كاتبة «علمانية»).. نعم وليبرالية أيضا، لكن طبقا لتعريف العلوم السياسية للعلمانية بأنها: (فصل الدين عن الدولة).. وليس طبقا لنظريات الدكتور «زغلول النجار»، الذى يقول إن كلمة علمانية تعنى: (من لا دين له)!!. ومن هذا المنطلق يكفر الدكتور «النجار» حكومة مصر التى خرج رئيس وزرائها الدكتور «أحمد نظيف»، ليعلن أن مصر دولة علمانية! فى محكمة التفتيش الخاصة بالدكتور «زغلول»، لا ينجو أحد من تهمة «التكفير»، ربما لأنه يحتكر حقائق «العلم والإيمان»، ولأنه يعدد فى شهاداته وإنجازاته، التى لم نر منها إلا بلبلة الناس، و«حواديت» مشكوكاً فى صحتها، عن علماء أجانب أسلموا عندما اطلعوا على «الإعجاز العلمى للقرآن»، الذى يحترفه «النجار».. ويعتبره الطريق الوحيد لتنقية وجه الإسلام والمسلمين!. «العالم» زغلول النجار وجد أخيرا حجة قاطعة لوقف سخافات الغرب، وقرر أن يخاطبه بلغة العلم - التى يفهمها - فطالب بأخذ: (عيِّنات تقدَّر بميكرو أو 2 ميكرو من الحجر الأسود بالكعبة لتحليلها، وإثبات ما ورد فى السنة النبوية من أنه ليس من أحجار الأرض، وإنما من أحجار الجنة). ما قاله الدكتور «زغلول» ليس مجرد «عبث علمى»، أو مبالغة فى خلط العلمى بالدينى!. فهو يستند إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (هاتان ياقوتتان من يواقيت الجنة)، ثم أشار إلى الحجر الأسود فى الكعبة ومقام سيدنا إبراهيم عليه السلام. ولا يرى «النجار» أى تعارض بين «بحثه» وبين ما قاله سيدنا «عمر بن الخطاب» رضى الله عنه، وهو يطوف بالكعبة: (لولا أنى رأيت رسول الله يلمسك ويقبلك ما قبلتك ولا لامستك)، وهذه رواية صحيحة فى البخارى!. فليكن الحجر الأسود نوعاً فريداً من النيازك الفضائية يسمى الماس الأسود، أو يكن أحد أحجار الجنة.. هل نجعله معجزة الإسلام بدلا من القرآن، أم نكتفى بأن الغرب «الكافر» سيسلم عندما يخطف الماس عقله؟! قبل أن تتجمع «قافلة التكفير» للتشكيك فى عقيدتى، أعلنها على الملأ: (أنا أؤيد فكرة الدكتور «زغلول»، شريطة أن يجلب عينة من الجنة للمضاهاة)! [email protected]