وكأنه «المهدى المنتظر» جاء ليملأ الدنيا عدلاً بعد سنوات من الظلم والجور..هكذا استقبل العالم الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما، وسط حالة من الثقة والتفاؤل تصل إلى درجة الإفراط، ودرجة من الحلم والتمنى، تتعدى حدود المستحيل سياسيًا.. تجربة أوباما فى الصعود داخل المجتمع الأمريكى تحولت إلى حالة من الهوس، تجاوزت الناخب الأمريكى وعبرت الأطلنطى، وأضحت مصدر إلهام لشعوب شتى مازالت تحلم بالتغيير، سواء كان هذا التغيير سياسيًا على مستوى الحكم وتداول السلطة، أو ثقافيًا على مستوى قبول الآخر وهزيمة التراث الاجتماعى والدينى والسياسى «أحادى النظرة» والمناهض لفكرة القبول.. لكن هل جاء أوباما بالتغيير فعلاً، أم أن تجربته مازالت تقف عند حدود كونها «فرصة» قد تأتى بالتغيير؟ يعتبر د. محمود خليل أن ظاهرة «الأوباميزم» هى الحالة الشعبية التى تختزن كل أشواق البشر إلى مخلص فى اللحظات التى تشتد فيها الحاجة للتغيير، ويرى أن صعود أوباما فى المجتمع الأمريكى يعد انتصارًا للتفكير الابتكارى فى مواجهة التفكير النمطى، ويشير إلى أن فكرة «الأوباميزم» لا تعترف بمجرد الرغبة فى التغيير، بل تتأسس على إرادة التغيير، وفى مجتمعاتنا تحضر الرغبة بقوة، بينما نفتقر إلى الإرادة. ويقارب حلمى النمنم بين تجربة أوباما فى أمريكا، وتجربة يعقوب بن كلس وهو وزير يهودى الأصل، صعد إلى قمة السلطة فى مصر فى القرن الرابع الهجرى وكان نجم السياسة فى العهدين الإخشيدى والفاطمى، جاء ابن كلس من العراق ليحكم مصر.. ويرى حلمى النمنم أن تجربته مشابهة لأوباما، حيث لم يقف سلاطين مصر أمام أصوله الدينية والجنسية، وجرى تقييمه على أساس كفاءته.. ويخلص النمنم إلى أن المجتمع حين يكون عفيًا والأمة قوية ينفتح باب الأمل أمام الجميع.. ومن الكويت يشيد ماضى الخميس بالتغيير الذى أحدثه الأمريكيون، الذى لا يقتصر على مجرد انتخاب رئيس جديد، لكنه رئيس حديث فى كل شىء، حتى فى أمريكيته ومسيحيته. و من نيويورك تابعت منى الطحاوى الانتخابات كأمريكية بدأت تضع يديها على أمريكا التى حلمت بها قبل أن تهاجر إليها، ومن القاهرة تابع د. عز الدين شكرى الانتخابات نفسها بإحساس روائى يرى فى صعود أوباما ترجمة لحركة احتجاج عاقلة وقوية. تعتبر منى الطحاوى أن ما أفرزته الانتخابات سيتيح لابنة شقيقتها الصغيرة الفرصة للحياة كأمريكية كاملة لا ينتقص مواطنتها شىء، ولا تؤثر أصولها غير الأمريكية على نظرة المجتمع لها.. تحتفى الطحاوى بمجتمع يبدو متفوقًا من قدرته على التغيير، وهى تشير إلى أن مصر تحتاج إلى «أوباما المصرى»، فيما يطرح عز الدين شكرى رؤية أقل تفاؤلاً، وأقرب للموضوعية، ويؤكد أن انتخاب أوباما يعطينا فرصة للتحرك.. مجرد فرصة والنتائج مرهونة بإرادتنا.