سلمت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، تقريراً للرئيس باراك أوباما، قامت فيه بتقييم ما وصلت إليه جهود السلام مؤخرا، وحث الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على بذل مزيد من الجهد لاستئناف مفاوضات السلام «المباشرة»، بعد أن أظهرت أحدث جولة من المساعى الدبلوماسية الأمريكية غياب أى علامات على حدوث انفراجة. وصرح مسؤول رفيع فى إدارة أوباما بأن هيلارى كلينتون أبلغته بأنه «لا تزال توجد تحديات»، وأوضح أنها قدمت له تقريراً بشأن ما وصلت إليه جهود إحلال السلام فى الشرق الأوسط التى تبذلها الولاياتالمتحدة، والتى ستسفر – بحسب المسؤول - عن عودة المبعوث الأمريكى، جورج ميتشل، إلى المنطقة قريباً لاستئناف المحادثات، كما أشار إلى لقاء مرتقب بين وزيرة الخارجية الأمريكية ونظرائها العرب فى المغرب فى 23 نوفمبر المقبل. وجاء تقييم وزيرة الخارجية بعد اجتماعات منفصلة فى واشنطن فى الأيام الأخيرة بين مبعوث أوباما الخاص للشرق الأوسط، ومفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين، بهدف تضييق الخلافات الحادة واستئناف محادثات السلام المباشرة التى توقفت منذ ديسمبر الماضى. وفى إيضاحه للصحفيين، ذكر المسؤول أن التقرير تضمن إقراراً بأن «الفلسطينيين عززوا جهودهم فى مجال الأمن وإصلاح المؤسسات الفلسطينية»، وأكد ضرورة بذل مزيد من الجهد «لمنع التحريض والإرهاب»، وبالنسبة للإسرائيليين، اعتبر تقرير هيلارى أنهم حققوا تقدماً فيما يتعلق «بتسهيل تحرك الفلسطينيين.. واستجابوا لدعوتنا إلى إيقاف كل أنشطة الاستيطان، بالتعبير عن استعدادهم لتقليص البناء»، لكن التقرير – بحسب المسؤول – عاد وطالبهم ب«ترجمة ذلك الاستعداد إلى عمل واقعى ملموس على الأرض» كما أكد مسؤول أمريكى أن استئناف المفاوضات ليس وشيكاً رغم إحراز بعض التقدم. وعلق محللون سياسيون على هذا التقرير بقولهم إنه لم يقدم جديداً، وإنه لا يوجد به ما يشير إلى استعداد إسرائيل فعليا لوقف الأنشطة الاستيطانية، كما اتهموا واضعيه بأنهم «مغرقون فى الوهم والتفاؤل بما لا يستدعى الأمر». جاء ذلك فى وقت أعلن فيه نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، أن السلطة الوطنية أطلقت حملة دبلوماسية تشمل الدول العربية والأوروبية بهدف الضغط على الولاياتالمتحدة لإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان، مجدداً موقفها الرافض لاستئناف المفاوضات دون الوقف الكامل للأنشطة الاستعمارية. وفى نيويورك، صرح السفير رياض منصور، مراقب فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة، بأنه سيسعى إلى استصدار قرار من الجمعية العامة يدعم التوصيات التى وردت فى تقرير القاضى الدولى، ريتشارد جولدستون، بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأضاف «سنتقدم بقرار.. يتضمن عناصر كثيرة لم تطرح فى القرار الذى قدم فى جنيف، وسنهتدى بكل ما جاء فى هذا التقرير الشامل»، الذى جددت الولاياتالمتحدة على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إيان كيلى، انتقاداتها له أمس الأول، مؤكدة أنه «يفتقر إلى التوازن». فى القدسالمحتلة وبينما دعت منظمات يهودية متطرفة ثانية إلى اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، كشف بيان للهيئة الإسلامية-المسيحية، عن أن الحكومة الإسرائيلية رصدت فى ميزانيتها للعام الجارى أكثر من 167 مليون دولار، ضمن مسعاها «لتهويد القدس وطمس هويتها العربية»، فى إطار معركة الدعم الدائرة بين الجانبين العربى والإسرائيلى للسيطرة على المدينة المقدسة. وأوضح الأمين العام للهيئة، الدكتور حسن خاطر، أن إسرائيل رصدت أكثر من 184 مليون شيكل من أجل توسيع مستوطنتين فى القدس، هما «معاليه أدوميم» و«جبل أبوغنيم»، وأشار إلى أن هذه الأرقام «تعكس فقط ما ورد فى بنود الموازنة الإسرائيلية العامة لدعم الاستيطان والتهويد، ولا تكشف ما ورد فى بنود مصروفات الميزانية العامة، حيث إن البنود التى تتعلق بدعم الاستيطان والتهويد تبقى سرية»، ودعا فى هذا الصدد «القادة والأثرياء العرب لدخول معركة القدس والمساهمة الفعلية فى تعزيز صمود المدينة وأهلها فى مواجهة هذه الهجمة المدعومة بإمكانيات مالية ومادية مفتوحة».