داخل «خيمة الصمود» وسط حى الشيخ جراح، جلست أم كامل الكرد، المقدسية التى سلب بيتها فى الحى تروى لإحدى المتضامنات الأجانب حكايتها.. كانت مغربية الأصل تحمل الجنسية الفرنسية وتتكلم العربية. وعلى مدار أكثر من خمس ساعات قضاها الوفد فى الخيمة، روت أم كامل لهذه المتضامنة معاناتها التى استمرت سنوات مع المستعمرين فى الحى. وكما هذه المتضامنة المغربية، توافد على الخيمة مئات المتضامنين العرب مع المدينة التى تربطهم بها انتماء وطنى وقومى تربوا عليه رغم غربتهم فى بلاد أجنبية. تقول ريما عوض، المشرفة على خيمة الصمود إن لهذه الزيارات أثرها الكبير فى نفوس المقدسيين الذين يوشكون على خسارة وجودهم فى المدينة. وتتابع عوض: «الزيارات لها تأثيرها العميق على الضحايا خاصة أن الشعور لديهم بأن المقابل لهم عربى يحمل همّ قضيتهم يُشعر براحة كبيرة... لا يحتاجون حينها إلى شرح شرعية قضيتهم، فهم يحملون دعماً وتعاطفاً مسبقين، وهذه النقطة التى لا توجد مع المتضامن الأجنبى الذى يحتاج لشرح القضية من البداية وشرعية وجود الفلسطينى وأحقيته فى أرضه التى يطرد منها». ورغم أهمية هذه الزيارات فإن المقدسيين على المستوى الرسمى والشعبى يرفضون استقبال أى وفود عربية دون التنسيق من الرئاسة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، معتبرين أن ذلك يدخل فى إطار التطبيع وتطوير العلاقات مع دولة الاحتلال. تقول عوض: «ندرك جدلية القضية، وأن الحد الفاصل بين التضامن والتطبيع دقيق، ولكن نحن نصرّ على أن تكون هذه الزيارات التضامنية بالتنسيق مع الجانب الفلسطينى وألا تؤخذ قضية القدس مدخلا لتطبيع عربى جماعى». عن هذا التنسيق يقول مسؤول وحدة القدس فى ديوان الرئاسة : «إن معركة القدس لها أبعاد جغرافية وديموغرافية ودينية، والهدف الإجمالى منها هو تهويد المدينة ومحو طابعها العربى الإسلامى، ولمواجهة ذلك نعمل على عدة مستويات سياسية، قانونية، شعبية، وإعلامية». وبالتالى يتم إطلاع العالم على هذه الجرائم باعتبارها جزءاً من المعركة السياسية ومواجهة الرواية الإسرائيلية بأن هذه القضايا ذات بعد قانونى فقط، وليس سياسيا. وفى إطار ذلك، يقول الباحث القانونى أحمد الرويضى: يأتى ترتيب زيارات للمسؤولين الدوليين للقدس ولمواقع تتعرض لانتهاكات متعددة كحى الشيخ جراح وحى البستان فى سلوان، لإطلاع هؤلاء المسؤولين عن كثب على طبيعة ما يحدث على الأرض خاصة أن إسرائيل تحاول ارتكاب جرائمها فى القدس من خلال «التهجير الصامت» للمقدسيين.