على طريقة فؤاد المهندس فى فيلم أرض النفاق، قدم الكيميائى ألكسندر شولجين أقراص«إكستاسى» Ecstasy، التى تعد إكسير النشوة والسعادة فلا يحتاج الإنسان الباحث عن السعادة إلا لتناول قرص واحد منها، ليشعر بإحساس عالٍ من الحرية والابتهاج، وصفاء الفكر، وجمال الكون، فتظهر الضحكة والبشاشة على وجهه، وقد قدمها إلى البشرية بعد أن اكتشف أن تلك المادة تؤثر على الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج مادة «السيرتونين»، التى تنقل الإشارات من عصب إلى آخر، لبث الإحساس والشعور بالسعادة، لكن سرعان ما تزول تلك الحالة، ويعود الإنسان إلى سابق عهده يعانى التعاسة. ولأن السعادة شعور إنسانى لا ينبع إلا من الداخل، فقد تدخلت الطبيعة مرة أخرى، لتثبت أن الإحساس والعواطف الداخلية ما إن تدخل فيها الإنسان إلا وأهلك نفسه، فقد ثبت بعد سنوات من استخدام هذا الإكسير أنه يؤدى بتناوله إلى الوفاة، حيث أكدت الدراسات أنه عند المواظبة على تناول تلك الأقرص يتحول متناولها إلى مدمن، ويصاب بالاضطراب والقلق، وبنوبات من الفزع وقلة النوم، ومن ثم يتحول إلى مريض نفسى إما بداء جنون العظمة أو بالهلوسة والاضطراب فى النمو العقلى، كما أنه يؤدى إلى الضعف الجنسى عند الرجال، فضلا عن شحوب الوجه وزرقة لونه للجنسين، والاكتئاب الشديد، كما ظهر فى إحدى الدراسات، التى قامت على 500 شخص استخدموا العقار لفترات مختلفة بدأت من 5 شهور، وقد تبين أن 20% ممن تناولوا القرص لعدة شهور عانوا من مرض جنون العظمة، وعانى 20% آخرون من القلق، بينما أصيب 12% منهم بالاكتئاب، فى حين عانى 54% من لأشخاص الذين تناولوه لعدة سنوات من الشعور بعدم الخصوصية، وعانى 38% منهم بقلة النوم . وبالرغم من الأضرار الكثيرة التى ثبتت علميا فإن تلك الأقرص مازالت موجودة، وتنتشر غالبا فى المدارس الثانوية، تحت اسم حبوب الهلوسة أو «الصراصير»، الذين يتهيأون إلى تناولها من خلال إعداد أنفسهم لتناولها بأن يعملوا مخيلاتهم، ويتركوا لها العنان، بأن يتخيلوا أنفسهم فى ساحة رقص، لأنها تمنحهم شعور الانطلاق والهروب من الواقع، مع سخونة فى أجسادهم بفعل ارتفاع درجة حرارتهم. وعن طريقة عمل «الإكستاسى» فى الجسد، كما وصفها الأطباء، إنه عند تناول القرص الواحد ينبعث هرمون يزيد من الإحساس بالعطش، مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 43 درجة مئوية، وتنتقل إشارة كهربائية من الخلايا العصبية فتنساب مادة «السيرتونين» المسؤولة عن السعادة مرة واحدة.