لم يكن أحد يتخيل أن تثير حكايات «الدب وينى« شخصية الكارتون الشهيرة حالة من الجدل داخل الأوساط الثقافية الإنجليزية، لكن هذا ما حدث عندما صدر الأسبوع الماضى كتاب «العودة إلى غابة المائة هكتار« return to the hundred acre wood للكاتب ديفيد بندكتريس، والذى يعد أول مجموعة قصصية تستكمل حكايات وينى الكلاسكية، التى صدرت منذ 80 عاما للكاتب الإنجليزى الكسندر أيه ميلان. بدأت الحكاية منذ 20 عاما، حينما أعلن مايكل براون، المسؤول عن حقوق استغلال شخصية وينى فى إنجلترا، رغبته فى نشر مجموعة قصص جديدة لمغامرات الدب وينى، بشرط أن تكون بمثابة استكمال للقصة الأصلية دون إدخال تغيير على الشخصيات أو الأحداث، وبالفعل تلقى براون عشرات القصص من كتاب الأطفال، إلا أنها جميعا لم تكن على نفس مستوى القصة الكلاسيكية، حتى وصلته قصة ديفيد بندكت والتى وجدها تحمل نفس روح العالم الساحر للغابة، الذى رسمه الكسندر ميلان عام 1926. وبالفعل بدأت خطوات إصدار الكتاب، الذى يحمل اسم العودة إلى غابة المائة ياردة، والذى يضم 10 قصص استكمل فيها بندكت مغامرات الطفل كريستوفر فى الغابة مع أصدقائه الحيوانات: وينى، نمور، بجلت وكنجا، بجانب شخصية لوتى التى تظهر لأول مرة وتشارك فى محاولة تعلم مهارات جديدة، مثل تهجئة الكلمات أو تعلم إحدى وصفات الطعام. وباستثناء شخصية لوتى فلم يحاول بندكت إدخال أى جديد على طبيعة الشخصيات فى القصة. الرواية لا تعتبر أول محاولة لاستكمال قصة من قصص الأطفال الكلاسيكية على يد كاتب آخر بخلاف المؤلف الأصلى، فقد سبق أن قدمت دار نشر سايمون شوستر عام 2006 جزءا ثانيا من قصة «بيتر بان« الكلاسكية، وحققت نجاحا ومبيعات ضخمة بالنسبة لكتب الأطفال، ورغم ذلك فإن الكتاب والمثقفين الإنجليز وجدوا أن مثل هذه الخطوة محاولة لتشويه العمل الأصلى، فقد صرحت مارينا بتكولجيفا، أستاذة الأدب بجامعة كامبريدج، المتخصصة فى تدريس أعمال ألكسندر ميلان الأدبية بأن قصة وينى من أفضل كلاسيكيات أدب الأطفال، بل إن شخصية وينى تحولت على مدار السنوات إلى ثروة قومية لدى الإنجليز ولا يجب العبث بها، فى حين أبدت الكاتبة إليزابيث بلوميل اندهاشها من إكمال كاتب عمل كاتب آخر وتساءلت: كيف سيتمكن من السيطرة على جميع عناصر العمل الأدبى ليخرج بشكل مطابق لأسلوب الكاتب الأصلى، خاصة بالنسبة ل«وينى« لأن ألكسندر ميلان لو أراد كتابة مزيد من قصص وينى لكتبها بنفسه قبل وفاته؟