بناء على طلب الجماهير.. نستكمل الوصف التفصيلى لما جرى ل«قطار الوطن»، بعد أن نجحت الحاشية والمقربون من أصحاب المصالح فى «فَصْل» باقى عربات القطار، رغم أنها تحمل أكثر من نصف الركاب!! ولمن لم يقرأ الحلقة السابقة.. فملخصها: إن «قائد» قطار الوطن ربما لا يعلم أنه الآن لا يقود سوى رأس القطار أو ما نسميه بالجرار أو «الوابور» ومعه بعض العربات المميزة، وتحدثنا عن العربة الأولى التى كانت مخصصة لمستشارين، وتحولت الآن إلى منتجع لراحة الشيخ.. وقلنا إن أوسع العربات وأريحها هى عربة الV.I.P لبعض رجال الأعمال الSponsor ووصلنا إلى العربة الخامسة التى خصخصها هؤلاء الV.I.P لحساب الموالسين، والمتواطئين، والسماسرة، والمخلصاتية، ومجموعة آل كابونى، ومعهم البلطجية ممن يحملون كارنيه الصحافة فى جيوبهم، ويمسكون بالمطاوى والسنج فى أيديهم لإرهاب كل صاحب رأى يكشف الفساد الذى أوصلنا إلى المجارى والبلاعات، وجعلنا أضحوكة لمن لا يساوى، واليوم نحدثكم عن أخطر عربات القطار، التى تتحكم فى الحاضر، وربما تتحكم فى المستقبل!! عربة «6» مكتوب عليها «أمانة السياسات».. وبين قوسين عربة «البديل».. وقد تم تصميمها بالضبط على مقاس «أمين السياسات» ولها هدفان: أولهما: مساعدة قائد القطار لكبر سنه، ولتفادى «الكارثة» التى تسبب فيها بعدم تداول السلطة، وأكمل عليها رئيس الحكومة السابق بسياساته العشوائية.. أما الهدف الثانى والمستتر فهو احتلال الكرسى الكبير. والحقيقة أن الهدف الأول تحقق منه الكثير فى بعض القطاعات، وفشل فشلاً ذريعاً فى قطاعات أخرى.. أما الوصول إلى «كرسى القيادة» فهذا ما هو مخطط له منذ 7 سنوات، وسوف يحدث فى - أو قبل - 2011 لأربعة أسباب: 1- ما جرى لأمريكا على يد «بوش الابن» من خراب جعلها تتفرغ تماماً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبالتالى لم يعد يهمها موضوع «الديمقراطية».. «والابن» هنا أضمن ألف مرة من غيره. 2- وجود جماعة ما يسمى بالإخوان المسلمين، الذين استخدمتهم السلطة ك«فزاعة» لتخويف القوى الخارجية.. ولبث الرعب فى نفوس المصريين المسيحيين «12: 15 مليونا».. ولإثارة القلق للكثيرين من ركاب القطار. 3- «قلة حيلة» المثقفين، والصراعات الشخصية داخل ما يسمى بالأحزاب، وانشغال الناس بالرغيف، وكوب المياه، وغرقهم فى المجارى، وإغراقهم كل يوم بشائعات ملفقة، أو بقضايا وهمية.. ولانعدام رغبة بعض الشخصيات المحترمة فى ترشيح نفسها بعداً عن الشر، ولهذا يشيعون أنه لا أحد يصلح لهذا المنصب سوى أمين السياسات.. متجاهلين مئات الشخصيات العظيمة، وأولهم الوزير منصور حسن أو الفريق أحمد شفيق، أو رشيد محمد رشيد «على سبيل المثال»!! 4- الأزمة المالية العالمية.. وهى التى أنقذت النظام من «ثورة الجياع»، فبسببها انخفضت أسعار السلع الغذائية إلى أقل من النصف لتتأجل «المجاعة» إلى حين. «2012 ستحدث.. ستحدث إذا استمر الحال على ما هو عليه!!». ولهذا وبما أنه جاى.. جاى.. فلنفاوضه أو نقايضه بالتالى: 1- أن يتم تعديل المادة 77 لتصبح مدة الرئاسة خمس سنوات، ولفترتين اثنتين فقط لا غير. 2- أن يقدم لنا برنامجه الانتخابى مفصلاً، وواضحاً، وبه المشروع القومى لنهضة هذا الوطن خلال عشر سنوات يبدأ ب«التعليم والبحث العلمى» بالتوازى مع «الإنتاج».. فالإنتاج هو الحل لما نحن فيه.. بعد أن وصلنا إلى أننا الآن دولة تحارب «الإنتاج» وتشجع الوسطاء والسماسرة. 3- أن يستبعد أى رجل أعمال من أى موقع تنفيذى أو تشريعى إلا إذا أغلق شركاته وباع مصانعه، وسدد المستحق عليه من الضرائب، وتفرغ تماماً للعمل السياسى. 4- أن تكون هناك «جهة» تضمن عدم المساس بالدستور كما هو الحال فى تركيا حتى لا يتم اللعب فيه مرة أخرى. 5- أن يتخلى «قائد القطار» عن رئاسة أى حزب.. فهو رئيس لكل المصريين. وإن فعل، فنحن معه، ونؤيده، ونتعاون معه.. وإن لم يفعل فأمامنا حلان: أولهما: الشعبطة بأى قطار لوطن آخر.. أو الجلوس على الأرض نمصمص شفاهنا، وننعى حظنا. والثانى: هو الفعل.. أو الاحتجاج على كل من تسول له نفسه أن يخطف قطار الوطن عينى عينك، ويعمل كقرصان.. وأعتقد أننا جميعاً لن نسكت، ولن نقبل أن يحكمنا «مجموعة» من قطاع الطرق منعدمة الضمير. هذا عن «أمين السياسات» فى عربة «البديل».. أما عن المهرولين والمنتفعين، والمتسلقين إلى هذه العربة.. فهم معروفون بالاسم.. كما يعرف ركاب القطار.. مجموعة الإصلاحيين الحقيقيين. وفى نهاية «العربة» تلمح بعض الوزراء الجادين والمخلصين، كما ترى «الفاسدين» الذين يندب فى عينهم الرصاص، والذين تأخر إبعادهم مع بعض المحافظين الذين «خرَّبوا» محافظاتهم.. وكان يجب إقالتهم وتقديمهم للمحاكمة لحالة «الخربطة» والإهمال والتسيب الذى أوصلنا إلى الوضع «المزرى»، الذى تفضحه الكاميرات على الهواء مباشرة لدرجة تجعلك تخجل من مصريتك. أما العربة «7» ومكتوب عليها: «اوعى البعبع».. فهى عنوان المقال المقبل. ■ بعيداً عن السياسة: نقول لصديقنا الأستاذ الفنان المحترم نور الشريف ولكل فنانى مصر: «حقكوا علينا»، ويكفيكم شرفاً أنه بسبب هذا «الافتراء» سوف يتم تنظيف الصحافة من بعض القاذورات، ووضع خطوط فاصلة بين حرية الصحافة، وحرية السخافة!! ملحوظة: هذا المقال تأخر نشره أسبوعاً لأسباب فنية. [email protected]