على الرغم من نجاحه فى قيادة الأرجنتين إلى نهائيات كأس العالم مباشرة دون اللجوء إلى خوض الملحق بعد فوز منتخب «التانجو» على أورجواى على ملعبها ووسط جماهيرها بهدف نظيف، هاجمت بعض الصحف الأرجنتينية الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، المدير الفنى للمنتخب، بسبب تصريحاته العدائية للصحفيين الأرجنتينيين، التى استغلتها بعض الصحف الأجنبية للسخرية من الفوز الأرجنتينى. وذكرت صحيفة «كلارين» أن مارادونا بتصرفه فتح الباب أمام تعليقات مهينة من بعض الصحف حول العالم سواء بنقل الكلام مكتوباً أو وضع فيديو للمؤتمر الصحفى الذى عقده بعد نهاية المباراة، أو عن طريق الصحف مثل «ماركا» و«آس» و«ألموندو ديبورتيفو» فى إسبانيا و«بيلد» الألمانية وبعض الصحف التشيلية والأخرى البرازيلية استغلت هذه الكلمات للسخرية من تأهل الفريق. كان مارادونا قد أعلن التحدى فى مونتفيديو عندما شن هجوماً حاداً على منتقديه، وذلك بعد دقائق من انتهاء احتفالاته مع لاعبى المنتخب الأرجنتينى بانتزاع آخر مراكز التأهل المباشر عن قارة أمريكا الجنوبية إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم فى جنوب أفريقيا العام المقبل. وضمن الفوز بهدف نظيف على أورجواى بملعبها فى الجولة الأخيرة من التصفيات للأرجنتين اللحاق مباشرة بركب المتأهلين إلى كأس العالم، وفى الوقت الذى انتظر فيه الجميع أن يكون مارادونا سعيداً بتحقيق آماله بعد مشوار صعب، فوجئ به الجميع يصب جام غضبه فى كل الاتجاهات وبألفاظ يعاقب عليها القانون. قال المدير الفنى الأرجنتينى فى المؤتمر الصحفى، الذى أعقب المباراة «أنا لدى ذاكرة، لمن لم يكونوا مصدقين، لمن لم يصدقوا.. مع الاعتذار للآخرين، فليذهبوا إلى الجحيم. أنا أكون إما أبيض أو أسود، لن أكون رمادياً فى حياتى، الآن بدأت قصة أخرى». وأضاف مارادونا «إلى من عاملونى كالقمامة، اليوم نحن فى كأس العالم، داخلها، دون مساعدة من أحد وبكل فخر.. فزنا على فريق عظيم كأورجواى، لعب كل أفراده فى كل لحظة كالرجال». وأهدى المدير الفنى الفوز فقط «لمواطنى الأرجنتين الذين عبروا النهر (لابلاتا)، وكانوا هناك إلى جوار المنتخب»، بعد أن ظل نحو نصف ثلاثة آلاف تذكرة قدمتها أورجواى لجماهير الأرجنتنين بملعب «سينتيناريو» دون مشترٍ، فى إشارة إلى فقدان الأمل فى المنتخب. ومن المؤكد أن الثقة فى كتيبة التانجو قد تراجعت بشكل كبير عندما زادت احتمالات عدم تأهل الفريق إلى كأس العالم، وكانت الرسائل الإذاعية واستطلاعات الرأى بمواقع الانترنت تطلب إبعاد مارادونا، ليبدأ صراع غريب بين عشق لن ينتهى لمارادونا اللاعب، أفضل لاعبى الكرة على مر العصور فى نظر كل الأرجنتينيين تقريباً، ومارادونا المدرب الذى يواجه دوماً الانتقادات. وأكد المدير الفنى «جئت إلى هذا المنصب من أجل قيادة هذه المجموعة إلى الأمام، وهذه المجموعة قدرتنى كمدير فنى. إننى أتوجه بالشكر للاعبين وللشعب الأرجنتينى»، دون أن يشير إلى مسألة استمراره فى المنصب، وهو القرار الذى سيبقى مؤجلاً لحين اجتماعه مع رئيس الاتحاد الأرجنتينى لكرة القدم خولى جروندونا. وأضاف بعد المباراة التى حسمها هدف ماريو بولاتى قبل النهاية بست دقائق «رأيتم أن من يجنون ملايين الأموال قد عرقوا بقميص المنتخب كما لم يفعلوا من قبل، وأنا فخور للغاية بفريقى». كما حرص على التوجه بكلمة إلى مواطنه مارسيلو بييلسا، المدير الفنى لمنتخب شيلى: «عندما خسرنا أمام باراجواى كانت إحدى المكالمات الأولى التى تلقيناها كجهاز فنى من بييلسا، طلب منا التحلى بالاطمئنان وهو ما فعلناه، لذا أود أن أشكر مارسيلو على مكالمته، وأن أهنئه بعودة شيلى إلى كأس العالم مع مدير فنى عظيم». وسئل مارادونا عن العناق الحار الذى جمعه بسكرتير المنتخبات الوطنية الأرجنتينية كارلوس بيلاردو بعد التأهل، رغم ما أثير مؤخراً حول وجود خلافات بينهما، لتكون فرصته للعودة لمهاجمة الصحفيين. ورد المدير الفنى «فلتبقوا فى الجحيم، اخترعتم فى كل الأوقات أننى على خلاف مع بيلاردو. إذا قمتم باتصال هاتفى وقدمتم معلومة خاطئة فتلك مشكلتكم أنتم، فنحن لم نختلف قط»، قبل أن يضيف «هناك كم هائل من الأشياء التى سنقوم بحلها الآن بعد أن تأهلنا». لكن مارادونا أعرب فى الوقت نفسه عن ضيقه للأداء السيئ الذى قدمه الفريق خلال فوزه على بيرو فى الجولة الماضية 2/1 بهدف قاتل للمخضرم مارتين باليرمو فى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. وقال مارادونا «بنوعية اللاعبين الذين تمتلكهم الأرجنتين، لا يمكن القيام بإهداء الكرات إلى بيرو.. لا إلى بيرو ولا لغيرها»، معترفاً بأن لديه العديد من أوجه النقد الذاتى عليه