بصراحة أنا منحاز إلى الحجاب، وأرفض الإساءة إليه بسلوكيات بعض المحجبات أو محاولة فرضه «بالعافية كده»!! ولست من المتحمسين للنقاب والمنتقبات، لكننى فى ذات الوقت أدافع عن حرياتهن، فليس من حق أحد إجبارهن على خلعه باسم الإسلام أو القانون الوضعى، لأنى ببساطة شديدة أرى كل واحدة حرة، فمن أرادت ارتداء الزى الشرعى فأهلاً وسهلاً، ومن رفضته فهذه حريتها، مع العلم أننى اعترضت بشدة على كلمة «سافرة» فى مقابل محجبة! فهى تعنى ولو ضمناً أنها «ماشية على حل شعرها» وهذا غير صحيح! ولو كنت تؤمن بالحرية حقاً فلن تستطيع أن تلوم المنتقبة على ما تفعله. وفى مقالى الأخير تحدثت عن صور فى مجتمعنا أراها إساءة بالغة للحجاب، وهى أن ترى سلوك من ترتدى الزى الشرعى بعيدًا عن حجابها، مثل أن تذهب إلى أماكن مشبوهة فيها خمور وسهرات لا تمت للأخلاق بصلة! أو تشارك فى الرقص بالأفراح، وأحياناً تشاهدها أستاذة فى تدخين الشيشة! والمحجبة فى النهاية إنسانة، ومن حقها أن تستمتع بحياتها، لكن بعيداً عما يسىء إلى الحجاب، والقيل والقال حول سلوكها، وأنه غير منسجم مع ما ترتديه! وأخطر ما يهدد الزى الشرعى على الإطلاق أن يتحول إلى عادة، وبذلك يفقد معناه ولا تكون له قيمة، لأن الأصل أن صاحبته تتقرب إلى الله بما تفعله، ونبى الإسلام صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى»! فإذا لم تكن نيتها إرضاء ربها فلا قيمة لحجابها فى هذه الحالة، ومن هنا فلا تتعجب حضرتك عندما ترى أن غالبية العاشقات على كورنيش النيل أو البحر من المحجبات، فهؤلاء بالتأكيد ارتدين الحجاب لأنه الزى المنتشر فى الوسط الذى يعشن فيه وليس عن قناعة! وتجد بنات غير مقتنعات بهذا الأمر لكن البيئة التى يعشن فيها تجبرهن على ذلك، وهى فى عملها تخلع «الطرحة» التى تضعها على رأسها! وقبل أن تعود إلى منزلها تحرص على ما يسمى بالحجاب المظلوم على يديها، وهى تفعل ذلك خشية من فتوات الحى الذى تعيش فيه وليس خوفاً من ربنا! ونوعية أخرى ترى أن ارتداء الزى الشرعى أسهل لها من الاهتمام بملابسها وزينتها، خاصة مع ارتفاع أسعارها! ومن الأمور التى أراها كذلك لا محل لها من الإعراب، أو بمعنى آخر لا تستطيع أن تفهمها أو تعقلها، إصرار الدولة على منع عمل المحجبات فى مجالات معينة على رأسها التليفزيون! ومن فضلك ادينى عقلك وأنا أسألك عن سبب ذلك، وهل تجد له معنى؟ وأرى فى هذا الأمر إخلالاً بالمساواة بين أبناء الوطن الواحد، ولا يعقل أن تمنع إنسانة من حقها فى العمل لأنها محجبة رغم توافر كل مواصفات الإعلامية الناجحة فيها، ويزيد من غرابة هذا الأمر أن قضاءنا الشامخ أصدر أكثر من حكم لصالح عمل المحجبات كمذيعات فى التليفزيون، لكن الحكومة لم تحترم ذلك، ومازال عندها عقدة «ويركبها عفريت» من الملتزمات بالزى الشرعى، والغريب أنك ترى فى محطة «البى بى سى» الإنجليزية مقدمات نشرات أخبار محجبات، بينما التليفزيون المصرى يرفع شعار: «ممنوع»!.. عجائب.